- يعد عنترة أشهر فرسان العرب في العصر الجاهلی ومن شعراء الطبقة الأولى. كان عنترة صادقا في التعبیر عن نفسه ومشاعره والحیاة التي كان یعیشها من خلال شعره، وكان شعر الغزل عنده عفيفاً يذكر فيه ديار الأحبة ووقوفه على الأطلال, ثم ينتقل لوصف ناقته وينتقل بعد ذلك للحدیث عن الغرض الأساسي وهو الغزل .
واستخدم خیاله الواسع وأكثر من التشبیهات وعمد إلى استخدام التعابیر المجازیة فكانت الألفاظ والتراكیب التي يوظفها عنترة في شعره قویة، مليئة بالمشاعر الصادقة بعيدة كل البعد عن الفحش والمجون والتصريح, بل كان غزلاً عذرياً عفيفاً, ومن أمثلة عن الوقوف على الأطلال عند عنترة:
هل غادر الشعراء من متردّم *** أم هل عرفت الدار بعد نوهّم
یا عبل قد هام الفؤاد بذكركم *** وأرى دیوني ما یحل قضاها
وفي الغزل, يقول:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل *** منّي وبیض الهند تقطر من دمي
- أما الشاعر الأعشى فهو شاعر جاهلي من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي, ولقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر, وكان غزله ووصف خمرته جريئًا, وكانت جرأته واضحة المعالم في صدق مقالته حين يمدح او يتغزل أو يفتخر أو يهجو, وله من القصائد ما يحوي غزلاً صريحاً, والذي يصف فيه محاسن حبيبته ومظاهر جمالها وانوثتها ليبرر شوقه إليها وحبه لها, وتأثر الاعشى بمقاييس الجمال في عصره وبالمجتمعات الحضرية التي كانت لها اثراً في أسلوبه وامتاز بميله للغزل الصريح.
ومن أشعاره في الغزل:
صَحاالقٌلبُ مِن ذكرَى قُتَيلةَ *** بَعدَما يَكُونُ لهَا مِثلَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ
لها قَدَمٌ رَيّا،سِبَاطٌ بَنَانُها، *** قدِاعتدَلَت في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوراً عَلَيهما، *** إلى مُنتَهَى خَلخالِها المُتَصَلصلِ