ما الفرق بين العنعنة والأنأنة في علم الحديث

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٠٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
بسم الله الرحمن الرحيم

اولًا لتوضيح علم الحديث، نقول

هو العلم الذي يبحث الأخبار التي أُضيفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل، أو تقرير، أو صفة، أي دراسة السند الذي هو سلسلة الرجال التي روت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث، ودراسة حال هؤلاء الرواة وتمييز الثقة منهم، حيث لا تصح ولا تقبل رواية غير الثقة منهم، لذلك اشترط العلماء عدة شروط في الراوي منها أن يكون مسلمًا، بالغًا عاقلًا، غير فاسق، وغير مخروم المروءة.

ثم دراسة متن الحديث، والذي هو نص الحديث النبوي الشريف، وذلك بهدف تمييز الصحيح من السقيم في الأحاديث النبوية الشريفة لقبول هذه الأحاديث أو ردّها.

من أنواع الحديث التي درسها علم الحديث ما يسمى بالحديث المُعنعن والحديث المؤنن، نوضحها على النحو التالي:

العنعنة في الحديث

أن يروي الراوي حديثة بلفظ عن، كأن يقول عن فلان عن فلان، وليس بلفظ التحديث أو السماع والتي تكون أقوى من العنعنة، كأن يقول الراوي حدّثني فلان أو سمعت من فلان كذا وكذا.

ويكون الحديث معنعنًا سواء تكرر اللفظ (عن) أو تم ذكره مرة واحدة، فإن الحديث يأخذ نفس الحكم، وهو من الأنواع المختلف فيها أهو من المنقطع الإسناد أم من المتصل، وذلك يعود إلى كون اللفظ (عن) يحتمل الاتصال ويحتمل الانقطاع، وكونها وسيلة للتدليس، اتخذها المدّلسين في الحديث لعدّة أسباب منها:

  • ضعف الشيخ الذي أُسقط من السند، أو كونه غير ثقة.
  •  أن يوهم المدلّس الناس أن إسناد حديثه عالٍ.
  •  صغر سن الشيخ الذي أُسقط من الإسناد، بحيث يكون أصغر من الراوي عنه الحديث.

، وعلى ذلك اختلف العلماء في حكم الحديث المعنعن على عدة أقوال وهي:

  • القول الأول: قال بعض العلماء أن الحديث المعنعن منقطع حتى يثبت اتصاله.

  • القول الثاني (الراجح): اتفق جمهور الفقهاء على أن الحديث المعنعن يحمل على الاتصال بشروط، وهي:

الشروط المتفق عليها من قبل الفقهاء:

  1. ألّا يكون الراوي مدّلسًا
  2. إمكانية اللقاء بينهم (أي امكانية لقاء المُعنعِن بِمن عنعَنَ عنه).
الشروط المختلف فيها:

  1. ثبوت اللقاء بين المعنعِن والمُعَنعَن عنه، وهذا قول بعض العلماء منهم الإمام البخاري.
  2. طول الصحبة بينهما.
  3. معرفته بالرواية عنه (أي أن يكون معروفًا بين العلماء أن هذا الراوي يروي عن هذا الشيخ الذي عنعن عنه.

الحديث المؤمن

أن يروي الراوي حديثة بلفظ (أن)، كأن يقول الراوي حدّثنا فلان أن فلانًا قال كذا وكذا.
 وهذا اللفظ لا يحتمل التحديث أو السماع، كأن يقول الراوي حدّثني فلان أو سمعت من فلان كذا وكذا.
ويكون الحديث مؤننًا سواء تكرر اللفظ (أن) أو تم ذكره مرة واحدة، فإن الحديث يأخذ نفس الحكم.

حكم الحديث المؤنن

اختلف العلماء في حكم الحديث المؤمن على أقوال، القول الأول أنه منقطع حتى يتبين اتصاله، والقول الثاني أن الحديث المؤنن يأخذ حكم الحديث المعنعن، وكما ذكرنا فالراجح قول العلماء بأن الحديث المؤنن يحمل على الاتصال بالشروط المتفق عليها، وهي أن يكون الراوي المؤنئن ثقة لا يعرف بالتدليس فبالتالي لا تؤثر الأنشطة على روايته، وأن تتحقق إمكانية اللقاء بين المؤنئن والشيخ الذي أنين عنه.