الفرق بينهما :
أن الحديث المسند هو الحديث الذي أسنده صحابي إلى رسول الله وكان ظاهره الاتصال.
أما الحديث المرسل : فهو الحديث الذي أسنده التابعي مباشرة إلى رسول الله .
ولا يعني ذلك أن الحديث المسند صحيح وأنه مقدم على الحديث المرسل ، بل لا بد من التأكد أولاً من صحة الحديث المسند حتى نقدمه على الحديث المرسل عند التعارض بينهما.
فقد يكون الحديث المسند ضعيفاً بينما الحديث المرسل له شواهد تعضده وتؤيده فيقدم على الحديث المرسل عند التعارض .
فالفرق بينها إنما هي في شخص المسند الحديث للنبي عليه السلام ، فإن كان صحابياً وباقي سند الحديث ظاهره الاتصال فهو حديث مسند ، وإن كان التابعي أسند الحديث مباشرة إلى رسول الله فالحديث مرسل .
وهذا كله على تعريف بعض علماء مصطلح الحديث كابن حجر ومن قبله ومن بعده ، لأن ابن حجر عرف الحديث المسند بأنه " مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال" .
فلما قال مرفوع صحابي ، خرج الحديث الذي رفعه التابعي مباشرة إلى رسول الله وهو المرسل .
وبعض العلماء يعتبر أن أي حديث له إسناد بغض النظر عن صحته وضعفه وانقطاعه واتصاله فهو حديث مسند ، وعلى هذا التعريف يكون المرسل نوعاً من أنواع المسند ، لكن المعتمد هو المذهب الأول.
والحديث المرسل : اختلف العلماء في العمل به، فبعضهم كالإمام الشافعي حكم بضعف المرسل وعدم العمل به ، وبعض العلماء كمالك وأحمد عملوا بالحديث المرسل ولكن ضمن شروط ذكروها منها أن يصح الإسناد للتابعي وألا يعرف عن التابعي الرواية عن الضعفاء وأن تسنده قرائن أخرى من الشرع .
وعلى كل حال إذا تعارض المرسل مع المسند فلا بد من النظر في صحة المسند أولاً لتقديمه عليه ، وإلا قد يقدم المرسل.
والله اعلم