ما الطريقة التي يمكننا فيها أن نُخَلِّص الأطفال من عقدهم النفسية التي تسببت بها الحرب في اليمن؟

1 إجابات
profile/رؤى-كمال-الحسن
رؤى كمال الحسن
كاتبة محتوى في شركة استشاري الطبية، و مساهمة في إثراء المقالات الطبية على موقع حياتكَ.
.
٠٧ ديسمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات

سأنقل لك تجربة بعض الأهالي مع أطفالهم ممّن يعيشون في غزّة، والذين خاضوا مرحلة الحرب طوال السنوات السابقة، وعايشوا خطورة الأوضاع والقصف والخوف وانخفاض كميات الموادّ الأساسيّة من ماء وغذاء ودواء، وهي تُشبه إلى حدٍّ ما صعوبة الأوضاع التي يُعانيها الأطفال في اليمن حاليًا، وتتلخص فيما يأتي:

  1. ما يُعانيه الأطفال في مثل هذه الظروف هو الشعور المُتواصل أو شبه المُتواصل بانعدام الأمان والاستقرار، وهو ما يُمكن تعويضه من قبل الأم والأب والإخوة أو حتى الأصدقاء بمُحاولة تشتيت الأفكار المُرتبطة بالحرب والعُنف، ومُحاولة إيجاد وقت يجد فيه الأطفال الأمان من خلال اللعب معهم والضحك والمتعة رغم الظروف.
  2. إنّ صفاء ذهن الطفل هو أهم ما يساهم في حل المشكلة، لذلك قد تساعد الأنشطة الترفيهيّة الجماعيّة وحفلات الصغارفي ذلك بعيدًا عن النزاعات والخوف.
  3. إن الإكثار من سرد قصص بطولات الأجيال السابقة الذين عايشوا وعانوا وواجهوا نفس الصعوبات، وتغلبوا عليها وكان النصر حليفهم، قد تساهم في رفع معنويات الطفل وبثّ روح الأمل والتفاؤل.
  4. مُحاولة تجنّب الحديث عن الأوضاع السياسيّة أمام الأطفال، واستغلال الوقت الذي يمضيه الآباء معهم في بثّ الراحة والطمأنينة النفسيّة للطفل، ولو كانت مُجرّد أحضان من قبل الأم والأب، أو الاستماع لبعض القصص الطريفة.
  5. الانخراط في الطبيعة من حول الطفل يُحسّن من الحالة النفسيّة بشكل كبير، لذا فإنّ بعض الرحلات القصيرة سيكون لها تأثير إيجابيّ على نفسيته، بعيدًا عن الإفراط في التحضيرات لذلك، إذ يكفي وجود العائلة والأصدقاء في مكان جميل حينها.
  6. يستطيع المُعالج النفسيّ مُساعدة الأهل على التعايش في هذه الأجواء، بالأخصّ في الحالات الصعبة عند مُلاحظة أعراض نفسيّة قويّة على الطفل، كتجنّب الانخراط مع الأطفال الآخرين، أو ما يُعرف باضطراب ما بعد الصدمة، التي يُلاحظ فيها مُحاكاة الطفل لأحداث صعبة مرّت به خلال الحرب، مع مُراودته للكوابيس حول نفس الحدث.


ولحُسن الحظّ يُتاح حاليًا العديد من خدمات الدعم النفسيّ للأسر التي تتواجد في مناطق النزاع والحروب، وتُقدّم هذه المنصّات والمواقع النصائح والعلاج المجانيّ أو المدفوع عبر الاتصال المرئيّ، وبنتائج مُجدية تستحقّ التجربة.