ما الذي يقصد بهذا المقولة (البستان الجميل لا يخلو من الأفاع) ومن هو قائلها

يقول مصطفى السباعي "Mustafa al-Siba'i": "البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي"، حيث شبه القائل النساء الجميلات بالبستان المليء بالورود الرائعة من كافّة الألوان والأنواع الّتي تنثر عبقاً، والأشجار الطيّبة المثمرة، لكنّ البستان لا يخلو من المرأة الغدّارة الّتي شبّهها مصطفى السباعي بالأفعى؛ وذلك لصفة الغدر الّتي تتميّز بها بالرغم من الجمال الّذي تتمتّع به المرأة، وما تتّصف به من الرقّة واللطف، فكم من فتاة جميلة أحبّها شخص ما، وقد غدرت به وقامت بخيانته، ولحقت به الأذى به عبر سمّها الّذي أطلقته.

وقد استخدم هذا القول لتشبيه الحياة بالبستان الجميل الرائع المليء بالأشجار المثمرة والأزهار الفائقة الجمال، اي ان الحياة مليئة بالسعادة بكلّ ما تتضمّنه من أشياء مادّيّة ومعنويّة كالمال والسعادة ووجود الأشخاص الّذين نحبّ، والصحّة، لكن لا بدّ من وجود المنغّصات في الحياة الّتي تؤثّر في الإنسان، وهنا قام الشاعر بتشبيه تلك المنغّصات بالأفاعي، وذلك لمدى اذاها الواقع على الفرد وتأثيرها عليه، فلا يجب أن نأمن غدر الزمان.

يذكر أنّ مصطفى السباعي هو مفكّر إسلاميّ وسياسيّ من سوريا، أسّس جماعة الإخوان المسلمين في بلده، وشارك في مقاومة الاحتلال الفرنسيّ، وكان قائد الجبهة السوريّة في حرب فلسطين عام 1948 م. 

أصدر مصطفى السباعي عدداً من المؤلّفات كالكتب والمجلّات مثل: "آلام وآمال" و"الصراع بين القلب والعقل"، و"المرأة بين الفقه والقانون"، وكان له دور واضح بالحياة السياسيّة في سوريا ضمن المجلس التشريعيّ السوريّ.