ما الذي يقصد بالقيم التربوية وكيف يمكن بناء منظومة قيم تربوية سليمة

1 إجابات
profile/ياسمين-حسن-نمر
ياسمين حسن نمر
مرشدة نفسية وتربوية في الجامعة الاردنية (٢٠١٣-حالياً)
.
١١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هي عبارة عن مجموعة من المعايير المفضلة والسلوكات المرغوب بها ، والتي يمكن للتربية نقلها للافراد عن طريق التنشئة الاجتماعية والتفاعل في المواقف التعليمية التي تتجسد انطلاقا من ممارسات لفظية وحركية مباشرة وغير مباشرة، وكذلك هي عبارة عن ممارسات يبرز فيها الخلق الحسن. لأن المحيط السوي و الثقافي الذي يعيش فيه الفرد، بكل ما يتميز به من نظم وتقاليد وأعراف اجتماعية، يمارس عليه تأثيرا مباشرا أو غير مباشر، بشكل يؤدي إلى بلورة قيمه وتحديدها بشكل معين.

من المثير للأهتمام القول أن عملية تربية الطفل على القيم تبدأ في سن الثالثة، أي في مرحلة الطفولة المبكرة، فمرحلة المراهقة، ثم مرحلة النضج التي يتحدد فيها سلوك الفرد، نتيجة لخبرات التنشئة التي تلقاها الفرد في مرحلة الطفولة والمراهقة. ويتقبل الطفل المفاهيم والقيم وفقا لمرحلته العمرية، إذ لكل مرحلة عمرية خصائصها الخاصة التي تمكنه من تقبل وتفهم بعض المفاهيم دون سواها ،فالاهتمام بقضية القيم التربوية يتم من خلال جميع المربِّين في المجتمع (الأسرة، والمدرسة، والمسجد، ، والمؤسسات العمومية، والخاصَّة) وغيرها العديد ، كلٌّ في مجال عمله ، ويتم ذلك بعملية تشاركية بين الجميع لترسيخ هذه القيم التربوية ولا غنى عن أهمية القدوة والامتثال للآخرين حيث أنها اسهل وسيلة لغرس القيم والمبادئ .

 وبالنهاية فأن التربية تتأثر بقيم التربويين والمفكرين وواضعي المناهج والمدرسين، وتؤثر في غرس قيم الأجيال وإكسابهم السلوكات والصفات الحميدة. وحتى نرتقي بالعملية التربوية من ناحية وبأبنائنا من ناحية أخرى، يجب أن تستند التربية إلى قيم إيجابية تتفق مع ثقافة مجتمعنا وتراثه، وهذا لن يتسنى إلا بواسطة توافر القيم، وتبنيها قولاً وعملا.