ما الذي يترتب على الاستهزاء بعلماء الدين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الاستهزاء بالدين أو بعلماء الدين أو مشايخ الدين محرم ويكفر صاحبه، كما يعتبر ردَّة بإجماع المسلمين، وناقضٌ من نواقض الإسلام.
والمستهزئ بالعلماء، أو بطلبة العلم، أو بطالبات العلم، إذا كان مقصودة الاستهزاء بالدِّين؛ كفر. 
أما إن كان يستهزئ بطالب العلم من أجل رثاثة ثيابه، أو من أجل عِلَّة فيه: من مرضٍ، أو شبه ذلك، أو عرجٍ، فهذا الاستهزاء منكر، وليس بكفرٍ، هذا منكر ومعصية.

- أما إذا استهزأ به لدينه ولتقواه فهذا استهزاء بالدين -نعوذ بالله- يكون من الردّة عن الإسلام؛ لأنه استهزأ بالدِّين، إذا كان يتنقّص بالدين، ويرى أن الدين ناقص، ويرى أن الذين ينتسبون إليه ناقصون، وأن المنتسبين إلى غيره أوْلى منهم وأزكى؛ فهذا هو التنقص في الدين، وهذا هو الذي فيه الاستهزاء بالله وبآياته ورسوله. 

- والدليل على ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمنوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ) سورة المطففين (29-30).

-وعن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة -دَخَل حديثُ بَعضهم في بعض-: إن رجلاً قال في غزوة تبوك: ما رَأَينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء -يعني رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- فذهب عَوْفٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره؛ فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديثَ الركْبِ نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنِسْعَةِ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تَنْكُبُ رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَبِالله وآياته ورَسُولِهِ كُنتُمْ تستهزئون * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) ما يَلتفت إليه، وما يَزيده عليه.

- فلا يجوز الاستهزاء بالدين ولا بعلماء الدين، كما لا يجوز الجلوس في مجلس يستهزأ به بالعلماء والمشايخ حتى لا يكون مشاركاً لهم في الإثم، فإذا جلس معهم وأبدى شيئا من الإعجاب أو الرضا بفعلهم وقولهم فإنه مثلهم، قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) سورة الأنعام/68.
 
- وقال الله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) سورة لنساء/ 148.

- والواجب على من وقع منه الاستهزاء بالعلماء أو المشايخ هي التوبة الخالصة بشروطها المعروفة وهي:
- الصدق في التوبة والنية الخالصة لوجه الله تعالى.
- يجب عليه الاغتسال والتطهر أولا، لأنه بمثابة المرتد الذي يدخل الإسلام مجددا.
- كما يجب عليه أن ينطق بالشهادتين مجددا.
- الإقلاع عن الذنب فوراً وهو الاستهزاء بالعلماء.
- الندم على ما صدر منه من الاستهزاء.
- العزم الأكيد على عدم العودة إلى الاستهزاء مستقبلاً.
- رد المظالم إلى أهلها وفي هذه الحالة إذا تمكن من مقابلة العلماء أو مراسلتهم وطلب السماح والعفو منهم كان أفضل.
- أن تكون التوبة قبل الغرغرة، وقبل طلوع الشمس من مغربها.

- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "من قال كلمة الكفر ولو مازحا: فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من الردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تتخذ هزوا أو مزحا"