الجن هم الصنف الثاني من الخلق الذين خلقوا مكلفين مختارين محاسبين كما خلق الإنس كذلك ، على أن الجن خلقوا قبل الإنس ، فهم يجري عليه الثواب والعقاب ، فمن احسن منهم دخل الجنة ومن أساء دخل النار .
أما الجواب عن سؤال لماذا خلق الله الجن ، فالجواب أن الحكمة نوعان :
الحكمة الشرعية التكليفية : وهي باعتبار النظر الخاص إلى الجن دون النظر إلى ما يتعلق بهم ، فالحكمة بهذا الاعتبار هي تكليفهم بالعبادة بما يعني توحيد الله وتحقيق العبودية له ، والتزام أوامر الله واجتناب نواهيه .
قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ( الذاريات ، )
والله غني عن هذه العبادة لا تنفعه طاعة مطيع ولا تضره معصية عاص ، ولكنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى وهذه الصفات والأسماء لها مقتضيات وآثار ، وآثار هذه الاسماء والصفات الحسنى اقتضت خلق هذا الخلق من الجن والإنس ليظهر اثر هذه الأسماء والصفات من المغفرة والإحسان والعفو والصفح والعقاب والانتقام والمحبة والكره وغير ذلك كثير .
الحكمة الكونية الكلية : وهي باعتبار دور الجن في هذا الكون ووظيفتهم التي يقومون بها ، فمنها :
- ابتلاء الإنس بهم خاصة بكفار الجن لما يوسوسوا للإنس ، فيكون على الإنسي مقاومة هذا الوسواس ومجاهدته ومعارضته ، فينال بذلك حسنات على هذه المجاهدة ويظهر تفاضلهم ودرجاتهم .
- ظهور حزب الرحمن من حزب الشيطان .
- اصطفاء الشهداء وتحميص المؤمنين ومحق الكافرين .
فسنة الصراع الكونية اقتضت وجود مثل هذه المخلوقات .
والله أعلم