لم يصل الإنسان إلى الحكمة من خلقه إلا بقدر ما أخبره به خالقه تعالى والخالق العظيم أخبر في قرآنه الكريم أن الإنسان مستخلف في الأرض :
﴿ إني جاعل في الأرض خليفة ﴾
وعلة الإستخلاف هي عمارة الأرض ،
عمارة مادية كإستصلاحها وإنشاء البناء
وعمارة روحية
بالعبادة والطاعات ،
﴿ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ﴾
فعمارتها الصلاة فيها ،
وفي شرح قوله تعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾
يقول ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ،
إلا ليعبدون ،أي إلا ليعرفون ،
أي أن العبادة تكون بالمعرفة وليس فقط أداء حركات وتمتمة شفاه ،
بل معرفة الخالق سبحانه وتعالى وأنه المعبود بحق ،
من صنع الإنسان على عينيه ونفخ فيه من روحه وأمده بأسباب الحياة وأنشأه في أحسن تقويم وسخر له ما في الأرض لخدمته ،فهذه المعرفة
تؤدي لعبادة حقيقية كما أراد الله سبحانه ،
وهي عبادة مفروضة على كل مكلف سواء كان من الإنس أم من الجن .