"إن الفن وحده هو الذي يعطيك بقدر ما تعطيه، وحده الذي يشعرك أنك لا تضيّع وقتك”، لا أنسى تعابير وجه الأطفال عندما أخبرهم بمجيء حصة الفن، فرح يعلو محياهم، نشاط، حركة، تأمل، تركيز، ابتكار، إبداع متناهي حتى ولو بأبسط الأشياء. يندرج مفهوم الأشغال اليدوية تحت مسمى التربية الفنية، وكثيرا ما يركز خبراء التربية والتعليم على توظيف الأشغال اليدوية في عملية التدريس؛ لما لها من أهمية في تطوير المهارات الفنية اليدوية، ورفد الطلبة بالمعرفة العلمية.
تغرس حصة الأشغال اليدوية لدى الطفل اتجاه نحو التذوق الفني، والإحساس بالجمال عند التعامل مع المواد والأدوات باستخدام الحواس الخمس، تطلق العنان لخياله للتجريب، وعصف أفكاره، للتأمل واتخاذ القرار، للتخطيط والتصميم والتنفيذ.
تنمي مهارة التركيز، اتقان العمل، التجربة والخطأ، حل المشكلات بتكرار العمل الى حين إتقانه، وتنمي مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل؛ نتيجة العمل ضمن مجموعات في الغرفة الصفية، وتكوين صداقة مع الأقران الذين يشاركونه الذوق الفني.
تفريغ طاقة الطفل بشيء مفيد، زيادة ثقته بنفسه عند إنجاز عمل فني بإتقان مع تقديم التعزيز له، تنمية وتقدير الذات، وزيادة دافعيته نحو التعلم والعمل، والأهم من ذلك كله يعبر الطفل عن مشاعره بالفن، والتخلص من الضغوطات النفسية؛ فالأعمال الفنية اليدوية هي علاج نفسي للإنسان.
يعد العمل بالأشغال اليدوية نوعا من أنواع الترفيه، يشعر الطفل بالمتعة والراحة النفسية والاسترخاء، يكسر حالة الملل التي قد يمر بها أثناء اليوم الدراسي، وتتيح له فرصة التفاعل مع المواد، وتمييزها، تحديد ماهيتها، مصدرها، ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها.
التخلص من مشكلة تواجد الطفل أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية، والتركيز على تطوير المهارات الحركية الدقيقة لليدين والأصابع، وزيادة قدرة الطفل على التحكم، والمزامنة بين حاسة اللمس والبصر، وتعمل على تقوية الذاكرة.
قد نوجه الطفل نحو مهنة المستقبل عند اكتسابه مهارة فنية من خلال حصة الأعمال اليدوية، بالتالي نسهم في القضاء على مشكلة البطالة، والحفاظ على التراث الثقافي الوطني.
تعد الأعمال اليدوية وسيلة تعليمية تستخدم في إستراتيجية التعلم باللعب، التعلم بالاكتشاف، والتعلم بالمحسوسات؛ لتوضيح المفاهيم وتقريب الخبرات للطلبة
من الجدير بالذكر أن الأشغال اليدوية هي مجموعة من الأعمال البسيطة التي يبتكرها الإنسان، وتتميز بالطابع الفني باستخدام مواد أولية بسيطة وغير مكلفة، مثل الورق، المعدن، الزجاج، اللدائن، الفلين، الخشب، الأسلاك الحديدية، الورق المقوى، الشمع، الألوان وغيرها.
بالنهاية يقال: "ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال".