ما أهمية الإسناد في تعليم العلوم الشرعية وكيف يحفظ الدين

1 إجابات
profile/آية-أحمد-2
آية أحمد
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠١٥-٢٠١٩)
.
٠٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
امتازت الشريعة الإسلامية بأن جعلت التثبُّت والتأكد من صحة الأخبار قبل تصديقها ونقلها أساسًا في قبولها. وقد حثَّت عليه الآيات والأحاديث، فكيف وصلتنا أحاديث رسول الله وأخبار صحابته إلى يومنا هذا؟ وما بيننا وبينهم يزيد عن ألف سنة! إنه الإسناد، فقد تكفَّل الله بحفظ هذا الدين وقام العلماء المسلمين والمحدِّثين بإفناء حياتهم في سبيل أن تُحفَظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته والوقوف في وجه من كذب عنه، فالإسناد هو عزو القول لصاحبه، وهو سلسلة الرواة وصولًا لمتن حديث رسول الله كما عرَّفه الشيخ محمود الطحَّان رحمه الله في تيسير مصطلح الحديث، وتكمُن أهميته في:

1.حفظ حديث رسول الله من الزيادة والنقص والكذب والتدليس،ومعرفة الحديث الصحيح من الضعيف.

2.جعل السنَّة النبوية ثاني مصدر للتشريع بعد القرآن الكريم، وبذلك يرتفع قدرها ومكانتها.


3.جعل الحديث مرجع للفقهاء، ليكون المرجع والدليل الذي يستنبطون منه الحُكم، فالأسانيد هي الطريق إلى معرفة الأحكام الشرعية.


"فلولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" كما قال ابن المبارك رحمه الله، وقال أيضًا : "مثلُ الذي يطلب أمره دينه بلا إسناد، كمثل الذي يرتقي السطح بلا سُلَّم." لذلك فلتكن فخورًا بدينك وبعلماء الأمَّة-رحمهم الله تعالى- عندما تتعلَّم العلوم الشرعية وأنت مُتيقِّن من صِحَّتها، وترى كم بذلوا من جهد وتضحيات وحتى أنَّهم سافروا وترحَّلوا إلى أقاصي البلدان ليتأكدوا من صحّة حديث واحد، في سبيل حفظ هذا الدين.

ولتعلم أن هذه الأُمة هي الوحيدة التي اختصَّت بشرف الإسناد دون غيرها من الأمم، فقال أبو حاتم الرازي كما ورد في كتاب شرف إصختب الحديث للبغدادي قال: ” لم يكن في أمة من الأمم مِنْ خَلْقِ الله آدم، أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة“.

فصلِّ اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبِه أجمعين وجمَعنا الله بهم وبعلمائِنا المسلمين في جنات النعيم.

المصدر