ما أجمل ما قيل في حسن الظن بالله عز وجل

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أجمل ما قيل في حسن الظن بالله تعالى هو ما قاله الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم:

أولاً: قول الله تعالى في الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فليظن بي ما يشاء) متفق عليه.

ثانياً: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا"قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ" رواه الإمام أحمد في المسند.

ثالثاً: وقد قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف: دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة رضي الله عنها، فقالت: " لو رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض له، وكانت عندي ستة دنانير، أو سبعة، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفرّقها، قالت: فشغلني وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله، ثم سألني عنها فقال: ما فعلتِ؟ أكنت فرّقت الستة الدنانير؟ فقلت: لا، والله لقد شغلني وجعك، قالت فدعا بها، فوضعها في كفه، فقال: "ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده؟" وفي لفظ: "ما ظن محمد بربه لو لقي الله وهذه عنده".

رابعاً: وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم.

- قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لهذا القول:

" ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (يحسن الظن بالله تعالى): أن يظن أن الله تعالى يرحمه، ويرجو ذلك، ويتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى، وعفوه ورحمته، وما وعد به أهل التوحيد، وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى في الحديث الصحيح " أنا عند ظن عبدي بي "

خامساً: قول ابن القيم رحمه الله تعالى" ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده، ويقبل توبته.

وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات، فإن وحشة المعاصي والظلم والإجرام: تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد، فإن العبد الآبق المسيئ الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به"

سادساً: وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى في معنى حسن الظن بالله تعالى:
" قيل: معناه: بالغفران له إذا استغفرنى، والقبول إذا أناب إليّ، والإجابة إذا دعاني، والكفاية إذا استكفانى، لأن هذه الصفات لا تظهر من العبد إلا إذا أَحسن ظنه بالله وقوى يقينه "


-وعليه: فحسن الظن بالله تعالى: هو الثقة المطلقة وقوة اليقين بالله تعالى وبسعة رحمته وكرمه وعفوه ومغفرته وتوفيقه للعبد المسلم، وبأن الله تعالى سوف يعفو عن العبد يوم القيامة ويغفر له ذنوبه وتقصيره في حقه،
- ويكون: بأن تحسن الظن بربك بأنه سوف يستجيب دعاءك، ويغفر لك ذنوبك وييسر لك رزقك، ويصلح لك جميع أمورك، ويقضي عنك دينك وأنه سيدخلك الجنة، وينجيك من العذاب.

- وحسن الظن بحاجة إلى العمل الصالح والأخذ بالأسباب، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وعدم الاستعجال باستجابة الدعاء وإن تأخر الفرج، وعد التسخط لقضاء الله وقدره، وأن بعد العسر سيكون اليسر، وبعد الضيق سيأتي الفرج القريب.