أجره : لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن جزاءه هو أن الله تعالى يبعد النار عن وجهه سبعين خريفاً (سبعين عاماً) فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا). متفق عليه.
- فقوله صلى الله عليه وسلم ( من صام يوماً في سبيل الله ) قيد الصيام بأنه من أجل الله وليس من أجل السمعة والرياء، لأن الصيام هو العبادة الوحيدة التي ليس فيها رياء فقد يصوم أمام الناس ويفطر سراً، ولكنه يراقب الله تعالى في صيامه في السر وفي العلن .
- والصائم لا يبتغي الأجر إلا من الله تعالى، فيمنع نفسه من الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر إلى غياب الشمس طمعاً في نيل رضا الله تعالى والفوز بجنته والنجاة من ناره .
-ولعظم الصيام فإنه لا يعلم أجره إلا الله - كما ورد في الحديث الصحيح / عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله، فليَقُلْ: إني امرؤ صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربه فرح بصومه)) متفق عليه .
- فقوله تعالى في الحديث القدسي: ( كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به) فقوله تعالى ( إلا الصيام فإنه لي ) : ففي إضافة - عبادة الصيام خاصة - لله تعالى فإنه يدل على تشريف وتعظيم وأهمية هذه العبادة عند الله تعالى.
- وقوله : ( وأنا أجزي به ) فتخيل الجزاء الرباني الذي أطلقه الله تعالى للصائم ولم يحدده!!! فإذا كانت الحسنة الواحدة عند الله تعالى تضاعف إلى عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف!! فكيف بأجر الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع شدة الحر!!
- ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذا الحديث الشريف: " أن هذا الحديث الجليل يدل على فضيلة الصوم من وجوه عديدة:
الوجه الأول : أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال، وذلك لشرفه عنده ، ومحبته له ، وظهور الإخلاص له سبحانه فيه ، لأنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله . فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكنا من تناول ما حرم الله عليه بالصيام، فلا يتناوله؛ لأنه يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته ، وقد حرم عليه ذلك ، فيتركه لله خوفا من عقابه ، ورغبة في ثوابه ، فمن أجل ذلك شكر الله له هذا الإخلاص، واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله ولهذا قال : ( يدع شهوته وطعامه من أجلي ) . وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله : إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلا الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم ويدخله الجنة بالصوم.
الوجه الثاني : أن الله قال في الصوم: (وأنا أجزي به) فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة؛ لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد ، وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، والعطية بقدر معطيها . فيكون أجر الصائم عظيما كثيرا بلا حساب . والصيام صبر على طاعة الله ، وصبر عن محارم الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس، فقد اجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة، وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين. وقد قال الله تعالى: ( إنما يوفى الصـابرون أجرهم بغير حساب) الزمر/ 10
- والصيام منه ما هو فرض ومنه ما هو سنة موكدة ومنهما هو نافلة وتطوع :
- فأما صيام الفرض :
1- صيام شهر رمضان المبارك على المسلم القادر البالغ المقيم العاقل .
2- صيام القضاء على من أفطر في رمضان.
3- صيام الكفارات
4- صيام النذر .
- أما صيام السنن المؤكدة :
1- صيام ستاً من شوال
2- صيام يوم عرفة.
3- صيام يوم عاشوراء
4- صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع
5- صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر)
- أما صيام التطوع:
1- صيام أول ثمانية أيام من ذي الحجة.
2- صيام من شهر الله المحرم .
3- صيام من شهر شعبان .
4- صيام أي يوم من أيام العام عدا العيدين.