كلنا في وقت من الأوقات معرضون للإصابة بمشكلة نفسية، سواء كان نحن أو أشخاص قريبون منا، وبناء على ذلك نقوم بالتوجه إلى المعالج النفسي لطلب المساعدة لحل المشكلة، لأننا جميعا نستحق أن نعيش سعداء وبأفضل صورة ممكنة، وأن نكون راضيين عن حياتنا، فزيارة المعالج النفسي ليس عيبا، فقد يكون الأمر الذي يعانيه الشخص صعبا إلى درجة تمنعه من القدرة على العمل أو النوم أو تناول الطعام أو ممارسة أي من مظاهر الحياة الطبيعية، وقد يتشتت الشخص إلى درجة عدم قدرته على تنظيم أفكاره، أو تنظيم مشاعره، أو غير قادر على التواصل مع المجتمع فينعزل انعزالا تاما عن الناس، لذلك يتوجب عليه أن ينشد المساعدة من المعالج النفسي.
وتكون العلاقة بين المعالج وبين العميل علاقة مهنية احترافية، بمعنى أنها تقوم على التفاهم وتبادل الاحترام والتعاون من أجل العلاج والوصول إلى الحل الأفضل، وهي ليست علاقة صداقة من أي نوع ولا علاقة أخوة، فلا يجوز للمعالج أن يحدث العميل عن حياته الشخصية، ولا يجوز تبادل الهدايا ولا الزيارات الخاصة، ويمنع الملامسة بين المعالج والعميل إلا لغرض الكشف فقط إن لزم الأمر. والقاعدة العامة هي أنه لو شعر العميل بأي نوع من عدم الراحة مع المعالج نتيجة تصرفات غير مقبولة، فمن المؤكد أن هذا أمر خاطئ ويجب إيقافه فورا، كما أنه يجب أن يكون الكلام بينهما بلغة رسمية علمية واضحة محترمة محددة ليس فيها لبس.
هناك عدة أشخاص يمكن اعتبارهم معالجين نفسيين:
المعالج الأول هو الطبيب النفسي، الذي تخرج من كلية الطب، وبالطبع الطبيب النفسي يدرس مادة الطب لأن بعض المشاكل النفسية يكون سببها في الأساس مشاكل عضوية، كمشاكل الغدة الدرقية، وأمراض القلب، وبعض أمراض الكبد وغيرها. كما أنه يكتب أدوية علاجية، وهذه الأدوية تدخل أجسامنا وتؤثر على أعضائنا الداخلية كالكبد والكلى والقلب، لذلك هذا الطبيب النفسي يجب أن يكون مدركا للتفاعلات التي تحدث داخل أجسامنا وقد تتسبب بأعراض جانبية، لذلك يكون الطبيب قادرا على التعامل مع هذه الأعراض.
المعالج الثاني الذي قد تلجأ إليه لطلب المساعدة هو الأخصائي النفسي أو السايكولوجي، وهو ليس طبيبا ولا يمكنه كتابة وصفات الأدوية كالطبيب النفسي، وعادة ما يكون قد تخرج من كليات علم النفس والتي بدورها تعتبر مساقا أدبيا، إلا أنه يتم تدريبه في المستشفيات، ويأخذ دورات في العلاج النفسي، أحد هذه الدورات تكون بعنوان "أخلاقيات ممارسة مهنة معالج نفسي".
يقوم الأخصائي النفسي بالمساعدة في تشخيص بعض الأمراض التي تحتاج مقاييس نفسية مثل اضطرابات الشخصية، وقياس مقاييس الذكاء عند الأطفال، ويساعد أيضا في بعض برامج تنمية المهارات وتعديل السلوك وجلسات الإرشاد النفسي وجلسات الإرشاد الزوجي والأسري.
أما بالنسبة لعلاقة العميل بالمعالج، فإن من حق العميل
أولا: الحصول على العلاج وعلى الشرح عن أنواع العلاج وطرق وتأثيراته ومميزات وعيوب كل نوع من أنواع العلاجات، ومعرفة المضاعفات والتأثيرات الجانبية، كما أن من حق العميل المشاركة في وضع الخطة العلاجية مع الشخص المعالج.
ثانيا: كذلك السرية التامة وعدم الإفصاح عن أية معلومات خاصة بالعميل من قبل المعالج النفسي، حتى لو كانت لأقرب الناس، إلا في حالات معينة نادرة عندما تكون حياة العميل أو حياة الآخرين معرضة للخطر.
ثالثا: احترام معتقدات العميل سواء كانت معتقدات دينية أو سياسية أو اجتماعية، وألا يحصل أي تفرقة عنصرية بناء على اللون أو الجنس أو الأصل أو الدين أو العرق أو المعتقدات، وعدم مناقشة هذه الأمور مع العميل.
مع تمنياتي بصحة نفسية جيدة للجميع