حانة في فولي بيرجر، إحدى لوحات إدوارد مانيه المبتكرة تمكن من خلالها تجسيد فكرة مفادها أن ما نراه في الواقع من أشياء وصور ومظاهر لا تعدو كونها أمورا تجريدية سطحية تخفي في داخلها عوالم أخرى.
بحيث ان الغموض واختلاط مشاعر الحزن بمشاعر الفرح هي أكثر ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة.
في اللوحة نرى حانة الفولي بيرجير وهي صالة باريسية شهيرة نجد بداخلها نادلة التي تعتبر الشخصية الرئيسية في اللوحة تقف في وسط الحانة و يبدو على وجهها الحزن والغموض.
كان هنالك خلف الفتاة مرآة او لوح زجاجي ويكمن الشيء الغير مألوف فيه هو عكسه للضوء المنتشر و الالوان الغير متساوي فهنالك اشخاص ظهرت صورتهم بوضوح واشخاص اخرون ضاعت ملامحهم واعطو صورة لانعكاس باهت.
ولعلها دلالة اراد من خلالها الرسام ايصال فكرة تتجلى بأن للمرايا عالم خاص يعكس ما تراه ارواحنا و تركز عليه عيوننا.
ان تفكير الفنان ووجهة نظره تنعكس دائما على لوحاته فمن خلالها يستطيع نقل تفاصيل ما يخطر بباله للعالم، ولعل ادوارد اراد ايصال مفهومه عن الواقع بصورة انطباعية كما هو متعارف عليه في لوحاته.
من وجهة نظري تجسد اللوحة التزام مانيه بالواقعية وتمثيلها بالوحته، وتظهر قدرته على اظهار المشاعر المخفية بدون رؤيتها على ملامح الوجوه، لذلك استطاع مانيه ترك بصمة واضحة تتجلى من خلال لوحاته الانطباعية و غيرها من اللوحات الخارجة عن المألوف.