مما لا يمكن إنكاره أن دعاء الأم مستجاب، وذلك لعموم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ".
ولكن من حكمة الله عز وجل، فقد بين لنا أن ليس كل دعاء مستجاب، ففي حال الغضب أو الدعاء بغير قصد لا يستجاب الدعاء، وقد قال الله عز وجل: "وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ" سورة يونس / 11.
وبهذا ففي سؤالك تفصيل، فإذا كان دعاء أمك عليك بسبب غضبها، وأنت ملتزم بإطاعتها وبرها، فلا يؤاخذ الله الغاضب ولا يستجيب دعائه، وهذا من لطف الله بنا ورحمته، فالله أعلم بنياتنا، الأم إذا دعت على ولدها حال الغضب، فالله يعلم أنها أرحم الناس بأولادها ولا تتمنى لهم السوء، ولكن ما خرج منها من دعاء قد يكون بسبب غضب عابر أو بدون قصد.
ولكن عليك بالمقام الأول، أن تحرض على بر والدك وعدم إغضابها الإحسان لها، حتى ترضى عنك، فربما يكون ق خرج منك ما يغضبها فعلاً وأنت لا تشعر، فراجع نفسك، واطلب منها المسامحة والدعاء لك بالمغفرة والعفو.
وإذا استطعت الحديث مع أمك عن خطورة الدعاء بالغضب، فانقل لاه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " اَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ"، وفيه نهي من الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد، وعلى الإنسان أن يتجنب ذلك.
وبالنهاية أقول لك، إن أمر استجابة الدعاء من عدمه هو بيد الله وحده، ولا أحد يستطيع معرفة تحقيقه أم لا سوى الله عز وجل، والله أعلم بعبادة ويعلم العبد الصالح من الفاجر، سواء دعت الأم أو لا، لذا احرص على أن تلتزم بأمر الله بالإحسان لوالديك وبرهما، والتقرب إلى الله، وتأكد أن الله يعلم ما تخفي وما تعلن، وإذا لم تستحق الغضب فلن يستجاب الدعاء.