ماذا نستفيد من موقف النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على أذى قريش في بداية الدعوة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نسفيد أنه يجب علينا أن نبلغ رسالة الإسلام كلاً منا حسب طاقته ومعرفته ، وأن نصبر في سبيل ذلك متخذين من النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا ، ومبتغين في سبيل ذلك مرضاة الله تعالى وثوابه ومغفرته .
-فإن من سنن الله تعالى في الأرض أن دعاة الإصلاح من الرسل والأنبياء والمصلحين على مدى الأزمان يتعرضون للصد والإعراض والأذى - حتى من أقوامهم وأقرب الناس إليهم - رغم أنهم يدعون الناس إلى الخير والفضيلة والرقي والتقدم!! ول يطلبون منهم جزاء ولا شكوراً إنما يطلبون الأجر من الله تعالى ، ويتحملون في سبيل دعواتهم أشد أنواع الأذى ويصبرون ليكونوا نماذج يقتدى بها من للدعاة والمصلحين من بعدهم . قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) [سورة الأحزاب:21].

- فلو تتبعنا السيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا كم تعرض النبي للأذى النفسي والجسدي من قومه خاصة ومن المشركين واليهود والكفار عامة .
- والقرآن الكريم يخبرنا بصور ( الأذى النفسي ) ومن هذه الصور :
1- الإستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم :
- قال الله تعالى : ( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ )  [سورة الأنبياء:36]،
 - وقال الله تعالى : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا)  [سورة الفرقان:41]،
 - وقال تعالى : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )  [سورة الأنعام:10]
2- إتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب والإفتراء وبالشعر وبالجنون وأن ما يأتيه عبارة عن أضغاث أحلام يريد أن يحققها في الواقع :
- قال الله تعالى : ( بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ [سورة الأنبياء:5]، وقالوا: أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ) [سورة الصافات:36]،
- وقال تعالى : ( وقالوا: أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ [سورة الطور:30] .
- وقال تعالى : ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ)  [سورة يونس:2]،
- وقال تعالى : ( وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)  [سورة ص:4]،
- وقال تعالى : ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً ) [سورة الفرقان:4]،
- وقال تعالى : ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) [سورة الحجر:6]،
- وقال تعالى : ( وقالوا: أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [سورة الصافات:36]،
- وقال تعالى : ( ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ) [سورة :]الدخان:14
- وقال تعالى : ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)  [سورة :]التكوير:22. 
- وقال تعالى : ( نْ * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ) [سورة :]القلم:1-2.
- وقال تعالى : ( وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)  [سورة :]ص:4.
- وقال تعالى : ( إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ ) الفرقان:4.
- وقال تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) [سورة :]الشورى:24
مظاهر الأذى التي واججها الرسول صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين :

- أما من صور الأذى ( الجسدي ) فقد تمثل في الصور التالية :
- محاولة خنقه وهو يصلي من قبل عقبة بن أبي معيط .
- وضع الشوك في طريقه عن طريق أم جميل زوجة أبا لهب .
- رميه بالحجارة حتى سال دمه الشريف من قبل صبيان وسفهاء أهل الطائف عندما ذهب إليهم ليعرض عليهم دعوة الإسلام .
- حصار الشعب ( بني طالب ) حيث تم حصار النبي وصحابته ومنع عنهم الطعام والشراب حتى أكلوا ورق الشجر !!!

- فعن عروة بن الزبير قال: قلت لـعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيءٍ مما صنعه المشركون برسول الله ﷺ قال: "بينا رسول الله ﷺ يصلي بفناء الكعبة؛ إذ أقبل عقبة بن أبي معيط وهو من الكفار، فأخذ بمنكب رسول الله ﷺ، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً"، عقبة بن أبي معيط يلوي الثوب حول رقبة رسول الله ﷺ، والرسول ﷺ يصلي، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر - رضي الله عنه -  فأخذ بمنكبه ودفع عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ [سورة :]غافر 28. أخرجه البخاري

- وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي ﷺ: "هل أتى عليكم يوم أشد من يوم أحد، قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت  يريد أحداً من كفار قريش أن يجيبوه وينصروه ويحميه ولا يجب. فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي.

- ولمزيد من التفاصيل اضغط ( هنا