آسيا بنت مزاحم التي آمنت بالله وهي تسكن في قصر ذلك الطاغية فرعون الذي وصل به التكبر والغرور أن يدّعي الربوبية ويقول أنا ربكم الأعلى! آسيا التي كانت أجمل النساء وعلى نصيب كبير من العقل والفطنة والحكمة إلى جانب حُسنها الباهر وجمالها الأخّاذ وكانت تعيش في أفخم القصور حياة الرفاهية والرخاء والدلال فهي ملكة مُدللة مِن حولها الحشم والخدم وتنعم بكل ما يتمناه البشر من الخير والوفرة والسعادة والبهجة ومع ذلك حين أشرق نور الإيمان بالله الواحد الأحد في قلبها لم تتراجع عن إعلان إيمانها والثبات عليه حتى لو كلّفها ذلك خسارة ما هي فيه من النعيم الدنيوي. حتى بعد تعذيبها ثبتت وقالت كلاما أضحى قرآنا يُتلى خالدا مُخلّدا{ربِّ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظالمين}.
إنها إمرأة عظيمة وهي من النساء الأربعة اللواتي كملنَ وأصبحن سيدات نساء العالمين كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
فقد آمنت بموسى عليه السلام الذي ربته رضيعا وأعلنت إيمانها بالله الواحد رب موسى وهارون رغم كيد وتعذيب فرعون.