الفقر ليس عيباً ولكن قد يكون مصلحة للعبد ، أو قد يكون إختباراً له! فالله تعالى من صفته العدل ، والرزق غير مختص بالمال فقط ، فقد يكون الشخص غنياً ولكنه مبتلى بمرض خطير ، أو عقيم لا ينجب ، أو عنده أولاد أشرار ، وقد يكون فقيراً ولكنه بخير وعافية وعنده أولاد صالحين ومن حفظة كتاب الله تعالى !
- ولو عدنا إلأى الأحاديث النبوية لوجدنا أكثرها تمدح الفقراء ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من الفقر ، ومن هذه الأحاديث :
1- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسوء الأسقام ) قال الألباني صحيح .
2- عن عبدالله بن عباس - رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ. وفي رواية : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، اطَّلَعَ في النَّارِ ) رواه مسلم .
3- قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: ( قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجَدِّ (الأغنياء) محبوسون إلا أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار) متفق عليه .
4- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الأَغْنِيَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى الجَنَّةِ، بِأَرْبَعِينَ خَرِيفَاً ) رواه مسلم .
5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ( يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُسْلِمِينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ عَام ) رواه الترمذي
6- وعَنْ أبي عَبْدِاللَّهِ جابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضِيَ اللهُ عنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَع النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غَزَاة فَقَالَ: ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كانُوا مَعكُم حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ وَفِي روايَةِ: إِلاَّ شَركُوكُمْ في الأَجْر ) رواه مسلم .
- ولكن هذه الأحاديث لا تفيد التقاعس عن العمل فقد وردت أحاديث تحث على العمل والجد والكسب ، بل أنه من السنة أن يترك الرجل ورثته أغنياء خيراً من يتركهم فقراء يتكففون الناس ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .