ماذا تقول للإنسان الذي يشعل نار الفتنة بين الناس كي يرضي مصالحه الشخصية والأنانية

أقول له: إن ما تقوم به من سلوك لايعبر عنك وعن شخصك فسلوك الفتنه الصادر عنك له دوافع خفيه وعوامل ومؤثرات بيئية أوصلتك إلى ما أنت عليه, أنت تملك من القوه مايجعلك تحقق مصالحك بطريقه صحيحه دون إلحاق الضرر بالأخرين.
إن السلوك السيء الصادر عنك هو سلوك مكتسب فلم تولد بهذا الشكل ويمكن أن تصلح من نفسك, بالقدر الذي تراى معه تقدم وتطور, وبالقدر الذي يجعل تعاملك مع الأمور قائم على التفكير والتحليل والإستيعاب بدل من اللجوء لإثارة الفتن والتي قد تعد طريقة سهلة ومختصرة.
قد تواجهك الكثير من الصعاب في بادئ الأمر إلا أنك ستصبح شخص مختلف تمامًا قادر على النظر لنفسك بطريقة مختلفة, متحمل لمسؤوليه سلوكياتك, قادر على الإعتراف بأخطائك, وتصحيحها بطريقه سليمه, وقادر على ترك الأثر الطيب على الأخرين.

ويمكن أن أؤكد على قولي بأن هذا السلوك لا يعبر عنك وإنما هو مكتسب, بما تشير اليه نظريات علم النفس حيث يقول الفيلسوف جون لوك أن العقل البشري يولد صفحه بيضاء تخط الخبرة عليها فيما بعد, ومن هنا يمكن القول بأن ما يصدر عنك من سلوكيات فتنه تهدف لتحقيق المصلحية هي مكتسبه نتيجه إحدى نظريات التعلم التاليه:
نظرية الإرتباط؛ وهنا يكون الفعل إرتبط بنتيجه معينه حققت مصلحة أو تعزيز, فالفتنه ارتبطت بتحقيق مصحله وبتالي شعورك بالإنجاز والتقدم.
نظرية الإشتراط؛ وهنا يوجد مثير معين يدفع للتصرف بسلوك محدد يحقق نتيجة معينه, فالعوامل التي تثير لديك إظهار سلوك الفتنه هي المثير تدفعك للتصرف بطريقه سلبيه وإثارة الفتنه, لتحقيق مصلة شخصيه محدده أنت تراها وتعلمها.
النظرية الإجرائية؛ وهي الإستجابة الإرادية المتعلمة الصادرة عن الفرد بهدف إحداث تغير, وهنا قد يتكون الفتنه من السلوكيات التي صدرت عنك بشكل إرادي أول مرة فتم ملاحظها أثرها على تحقيق المصلحة, وبتالي تعزيز السلوك واستمراريته.

إن هذه النظريات في السلوك الإنساني تؤكد بأنك شخص اكتسب ما تقوم به من سلوك سيء ويمكن تعديله عن طريقه برامج تعديل السلوك القائمه على:

نظريات التعليم,د.مصطفى ناصيف.
تعديل السلوك, جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية.