ماذا أقول عندما أرزق بطفلة؟

مع أنه ليس هناك دعاء خاص لذلك، ولكن لو حمدت الله وشكرته على نعمته بأي دعاء ودعوت الله أن يجعلها مباركة وأن يحفظها من الشيطان الرجيم ويعيذها منه وأن يجعلها قرة عين لوالديها فكل هذه الأدعية من الخير المشروع، كما قالت أم مريم زوجة عمران لما رزقها الله بمريم عليه السلام فإنها قالت (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أتي له بصبي حديث الولادة دعا له بالبركة، كما روى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: " وُلِدَ لي غُلَامٌ، فأتَيْتُ به النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ، ودَعَا له بالبَرَكَةِ".

فلو دعوت الله بقولك: "اللهم أنبتها نباتاً حسناً، واجعلها قرة لي ولوالدتها وبارك لنا فيها واجعلها من أهل الصلاح والتقوى، واحفظها وذريتها من الشيطان الرجيم"، فهو دعاء حسن إن شاء الله
 
وأنصحك مع الدعاء لها أن تحرص على سنة العقيقة بذبح شاة عنها في اليوم السابع من الولادة إن تيسر ذلك، أو في اليوم الرابع عشر أو اليوم الحادي والعشرين أو بعدها إن لم يتيسر ذلك

لأن العقيقة سبب للبركة لك في بنتك وحفظها بإذن الله من الشيطان كما جاء في الحديث عن سمرة بن جندب عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم قال: " كلُّ غلامٍ مرتهن بعقيقته، تُذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمَّى " (رواه الخمسة).

فمعنى مرتهن: قيل يدفع عنه شر الشيطان ببركة هذه العقيقة، وقيل شفاعته لأبويه مرتهن بعقيقته.

واعلم أن تربيتك لبنتك وأولادك يبدأ من لحظة اختيار أمهم فاختيار الأم الصالحة هو إحسان إلى الأولاد بل هو بر بهم وحق لهم.

ثم عليك أن تحرص على ألا تطمعهم إلا من الحلال حتى يبارك فيهم.

ثم عليك أن تحرص على تربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق الحسنة ومحبة الدين.

فبهذا تكون قد بررتهم في صغرهم.

روي أنه " جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنبه على عقوقه لأبيه.

فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن).
فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً.

فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك!".

واعلم أن صلاحك أنت سبب من أسباب حفظ أولادك من بعدك كما جاء في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام حيث أخبر الله عن السبب الذي هيئ لأجله الخضر ليحفظ لليتيمين كنز والدهما فقال سبحانه (وكان أبوهما صالحاً)، قيل كان جدهما السابع صالحاً فحفظ الله ببركة صلاحه الأحفاد!

وعليك أن تجتهد في الدعاء (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين).

لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية قول أو دعاء أو ذكر معين ومحدد يقوله الأب أو الأم عند قدوم المولود سواء كان ذكراً أم أنثى.

- ويجوز للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها بما أحبت بما يناسب حالها، ولا نعلم دعاء خاصا بكل حالة من تلك الحالات، كما أنه ليس هناك دليل يثبت أن ساعة الولادة ساعة إجابة، إلا أنه إذا تعسرت الولادة، فهي مضطرة، ودعوة المضطر مستجابة، كما قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [سورة النمل: 62].

- والولود هبة ونعمة من الله تعالى فعلى أبوي المولود أن يحمدا الله تعالى ويشكراه، ويسألاه أن يجعل مولودهما صالحا مباركا، وقرة عين لهما.

- أما التبشير بالمولود وتهنئنة والديه والدعاء للمولود بالبركة فهو من الأمور المستحبة، فقد بشرت الملائكة إبراهيم وزوجه بغلام عليم، كما بشرت زكريا بيحيى -عليهما السلام-.

- قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه (تحفة المودود بأحكام المولود): "فإن فاتته البشارة استحب له تهنئته، والفرق بينهما أن البشارة إعلام له بما يسره، والتهنئة دعاء له بالخير فيه بعد أن علم به".

- وبعض عادات الجاهلية والتي لا يزال بعض الناس يفعلونها وهي أنهم يقومون بالتهنئة بالمولود إذا كان ذكراً، أما إذا كانت أنثى فلا يهنون وهذا من فعل الجاهلية!!!

- فمن أراد التهنئة فعليه أن يهنئ بالبنت كما يهنئ بالولد، أو يترك التهنئة ليتخلص من سيئة الجاهلية، فإن كثيرا منهم كانوا يهنئون بالابن وبوفاة البنت دون ولادتها!!

- فالبنت هي طريق والديها إلى الجنة! ففي الحديث الصحيح: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمـ قال: (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة) رواه أحمد وصححه الألباني.

- أما أحكام المولود فكثيرة فمن تلك الأحكام:
أولاً: التأذين في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، ليكون أول ما يسمعه في هذه الدنيا كلمة الله تعالى، وليعلم أن الله تعالى هو الأكبر وليسمع الشهادتين، وهناك حكمة خفية من وراء الأذان في الأذن اليمنى وإقامة الصلاة في الأذن اليسرى ليعلم المولود ومن حوله أن مدة هذه الحياة التي سيعيشها قصيرة كقصر المدة بين الأذان والإقامة!!

ثانياً: حلق رأسه والتصدق بوزنه من الفضة، وذلك شكراً لله تعالى على هذه النعمة.

ثالثاً: العقيقة وهي سنة مؤكدة، وتذبح شاتين عن الغلام، وشاة عن الجارية للمقتدر، والحكمة منها ليكون المولود صالحاً باراً بوالديه، فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى) أخرجه الإمام أحمد.
- وقال الشافعية: (عُق لا تُعق) أي إذا عق الأب عن ابنه أو ابنته فيكون الولد باراً بهما ولا يعقهما.

رابعاً: إحسان تسميته، فالتسمية الحسنة للمولود حق من حقوقه على والديه فهذا السم سوف ينادى به ويعرف به في الدنيا والآخرة، فعلى الوالدين أن يحسنا اختيار الاسم سواء كان للولد أو البنت وأفضل الأسماء هي ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وكذلك أسماء الأنبياء والصالحين والصحبة وأمهات المؤمنين والصحابيات عموما

خامساً: الختان، أو ما يسمى بالطهور.

سادساً: الاهتمام بتربيته، وتعليمه، وتأديبه، لينشأ على الخير والصلاح، وذلك بتعليم المولود ذكراً كان أم أنثى الصلاة وهم أبناء سبع سنين وضربهم عليها وهم أبناء عشر والتفريق بينهم في المضاجع.

- وقد ورد في الأثر:"غذي ولدك سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اترك حبله على غاربه" 

إن الولد هبة من الله يوجب الشكر 
وهي نعمة إن أحسن المرء استقبالها وقضى واجب الشكر للواهب سبحانه
وإن من الشكر أداء حقها من الأذان في أذنها اليمنى وإقامة الصلاة في أذنها اليسرى ليكون أول ما تسمعه  ذكر الله 
ثم قص شعرها في اليوم السابع والتصدق بوزنه ذهبا والتصدق بعقيقة واحدة 
وإطعام الطعام .
ثم متابعتها بالتربية الصالحة
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله بها الجنة ) 
رواه أحمد في مسنده والحاكم في صحيحه.  
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم أصابعه ) رواه مسلم .
وكان من عادة الصالحين من الأمة أن يسجدوا ركعتين لله على نعمه وإن الطفلة نعمة تسوق صاحبها لجنان الرحمن.

كلما رزق الشخص رزقا عليه أن يحمد الله عليه، كي يغرس الله عز وجل فيه البركة ويزيده من نعيمه.

وعندما يرزق ببنت يشكر اله ويحمده على هذه النعمة و يتمنى لها وله من الله ان تكون قرة عين له.

ومن يحزن عند قدوم طفلة فهذا ينطبق عليه قوله تعالى :" وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم".

حيث كان الكفار والمشركون يقولون أن الله لا يوجد له أبناء ذكور بل له بنات، وحاش لله أن يلد أصلا فهو القائل: لم يلد ولم يولد وولم يكن له كفوا أحد".

ولكن نقول أن الأبناء والبنات رزق عظيم من الله وكل ما يختاره الله لك هو خير وعندما يأت المولود تعق له وتسميه أفضل الأسماء وتبذل جهدك على تربيته والانفاق عليه كي يكون عضوا صالحا طيبا في المجتمع.