يحدث في عالم الشعر أن يكون هناك شاعر معجب جدا في قصيدة شاعر آخر و يقوم بنظم قصيدة تشابهها في المعنى العام و القافية و يسمى ذلك بالمعارضة الشعرية .
و عندما نقول ( عارض ) فلانا شخصا آخر في الشعر يعني أنه باراه أو جاراه أو أتى بمثل ما قال أو أحسن منه.
المعارضة الشعرية تكون بأن يقول شاعر قصيدة تشابه قصيدة أخرى في الوزن و القافية لإعجابه بها و يمكن أن تحتوي على الفاظ و كلمات مشابهة للقصيدة الأصلية .فيأتي بمعان أو صور تشابه القصيدة الأولى في الجمال الفني أو تفوز عليها بالعمق أو حسن التفسير، أو جمال التصوير، أو فتح آفاق جديدة في باب المعارضة ، فالمعارض يكون بمثابة المقلد المعجَب، أو المعترف ببراعته على أي حال، و تكون المعارضة في الجانب الفني وحسن الأداء ، ولا يجب أن يكون المتعارضان متعاصرين في الزمان ، وإن اتفقا في وحدة البحر والقافية و الموضوع في غالب الأحيان،
تعريف( أحمد الشايب) جدا مهم ومفيد أوضح فيه ما يربط القصيدتين في هذا الفن من وحدة في الموضوع والبحر والقافية، و أشار إلى إعجاب الشاعر المعارض بالقصيدة الأولى وعلى حرصه على نظم قصيدة تشابهها . فـعملياً الشاعر المعارض يقوم باقتباس أكثر من معنى ومن كلمةمن القصيدة التي يعارضها .
فعندما نـقرأ قصيدتين تكون الثانية معارضة للأولى، يكون واضحا لنا بأن الشاعر الثاني يقوم باستعمال نفس البحر ونفس القافية كما يقوم بطرح نفس الموضوع والتطرق لنفس المعاني، و نراه يقتبس بين المرة والأخرى مفردات وعبارات من القصيدة النموذج. وهكذا يمكن القول بأن التناص الذي يجمع بين القصيدتين يكون شاملا للموضوع والمعاني والوزن والقافية وصيغ التعبير معاً.