لماذا يلجأ البعض أحياناً للعيش في الماضي

في الحقيقة هناك اسباب عديدة تجعل بعض الأشخاص متمسكون في الماضي بشدّة مع التجاهل التام للحاضر، و من هذه الأسباب:

١-الخوف من المستقبل: 
الماضي مألوف ، فلا داعي فيه للقلق أو التفكير الدائم بماذا سيحدث، فالماضي هو عبارة عن سلسلة من الأحداث التي وقعت في زمن ما و انكشفت نتيجتها، على عكس المستقبل المجهول و المليء بالعديد من الاحتمالات التي لا يمكن توقعها، فالمجهول يشكل هاجسًا لبعض الأشخاص.

٢-عدم الشعور  بالرضا عن الحاضر:
في الغالب تطور الحياة من جميع المجالات يجعل الحاضر يصبح أكثر تعقيداً، فتزداد نسبة الضغوطات و القلق عند الناس، بينما يكون الماضي مليء بالذكريات الجميلة التي بعثت السرور في نفوس أصحابها، فيطغى هنا شعور الحنين إلى الماضي و العيش به.

٣-الذكريات السيئة:
بعض الناس يملكون ماضٍ  قاسٍ  مليء بالصدمات و الذكريات المؤلمة  ، فهذا يؤثر بشكل كبير جداً على حاضرهم و حياتهم اليومية، و طريقة تعاطيهم مع علاقاتهم أيضاً، فيكون تخطي الماضي مهمة صعبة إلى حد ما.

يجب أن لا ننسى أن الماضي جزء لا يتجزأ من تاريخ أي انسان فهو عنصر أساسي في تكوين الشخصية ،فمن الضروري جداً التعلم من الأخطاء و الأخذ بالعبرة من تجارب الماضي، مع التركيز على الحاضر.  

أنصح بممارسة تمارين اليقظة الذهنية التي تعتبر تقنية من تقنيات التأمل،  فهي بكل بساطة ممارسة الوعي باللحظة الراهنة،فهي تتمحور حول البقاء متيقظاً لكل تفاصيل الآن.
فتساعدنا بالاتصال ببساطة الحياة و تفاصيلها من خلال عيش اللحظة الراهنة، و تعمق فهمنا لذواتنا و تعزيز الاستمتاع بالحاضر.

يجب مراجعة الاخصائيين النفسيين في حال كانت بعض ذكريات الماضي تشكل عائقاً على حياة الفرد اليومية، فيقدم العلاج النفسي في هذه الحالة بعض الوسائل للتعامل مع تلك الذكريات و النظر لها نظرة حيادية تقلل من تأثيرها المؤلم و السلبي على الحياة.