اللطف والود واللياقة، والنزاهة، والأخلاق الحسنة، وهذه العوامل من أهم العوامل التي تحافظ على التوازن العقلي والسلام النفسي للإنسان، فعندما نظهر التعامل اللبق مع الآخرين نحن نعيده لأنفسنا بطرية أو بأخرى وبتالي نبعد عن أنفسنا الكثير من الضغوطات العقلية التي تؤثر على حياتنا في مختلف المجالات، ونكتسب المرونة اللازمة التي تمكننا من التكيف مع المحيط.
في المجاملة وسيلة للتعامل مع الآخرين فالمجاملة ترتبط بطرق التفكير الإيجابية لدينا وتجعلنا ننظر للجوانب لإيجابية التي تثير سلوك المجاملة لدينا وتظهره، وهنا ومن خلال المجاملة نحن نتعرف ونكتسب الطرق المختلفة ضمن التفاعل الاجتماعي، وحين النظر للتفاعل الاجتماعي نجده يقوم بمجمله على ما لدينا من أفكار ومعتقدات وتوجهات عقلية بصورة رئيسية ويمثل السلوك فيه الجانب العملي الظهار في سلوك المجاملة.
في المجاملة تنمية لطرق التفكير؛ تساعدنا المجاملة على تنمية وتطوير طرق تفكير مختلفة باختلاف الأشخاص والمواقف، وبتالي تنمية طرق التصرف مع البيئات المختلفة، هذا الأمر يعني بأن المجاملة تقوم وبشكل أساسي على البنية العقلية لدينا بصورة كاملة إن صح القول وليس فقط الثلث.
في المجاملة فرصة لتقدير الذات؛ المجاملة لا تتعلق بما لدينا من كمال ومثالية وهي تتوافق مع ما لدينا من نقاط ضعف ونقص وبتالي تشعرما المجاملة وتشعر الآخرين بتقدير الذات الذي يساعد على حفظ التوازن العقلي لدينا، وتعزيز صورتنا الفردية، ويمكن القول بأن تقدير الذات صادر عن عمليات عقلية بشكل رئيسي.
في المجاملة فرصة للشعور بالراحة والاحترام؛ إن ما نقدمه ونستقبله من مجاملة يسمح لنا بإجاد أساس قائم على الاحترام في تفاعلاتنا الاجتماعية والذي يساعد على توفير بيئة آمنة بعيدة عن البغض والكره، وبتالي توفير صحة عقلية جيدة تساعدنا على ممارسة أمور الحياة بشكل شبه سليم.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أن المجاملة ثلث العقل لما توفره من سلام نفسي تبعدنا فيه عن التفكير السلبي في سلوكياتنا المختلفة، وفيها فرصة للشعور بالآخرين وإدراك مشاعرهم نفسيًا وعقليًا مما يضفي علينا وعلى الآخرين السلام العقلي الذي نسعى لتحقيقه في الحياة، والمجاملة الاجتماعية تتضمن تطوير طرق تفكير بالنفس ولذات والأخر، وبتالي هي تحتل جزء كبير من العقل.