لماذا يقال بأن الشعر الذي ندرسه ليس هو أول ما كتبه العرب

1 إجابات
profile/إسراء-غسان-حسونه
إسراء غسان حسونه
معلمة لغة انجليزية
.
٠٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لأن ما كتبه العرب قديماً وصل درجة عالية من الجودة والإتقان والتّميز، ونتيجة لتعاقب المراحل اختلف معيار جودة الشّعر، والدّليل على ذلك قول الشّاعر زهير بن أبي سلمى:

ما أرانا نقول إلا معاراً أو معاداً من لفظنا مكروراً

ولم يصل إلينا الشّعر الجاهلي لعدم وجود التدوين في ذلك الوقت الذي سيعمل على حف الشّعر لفترات طويلة حتّى تصلنا، والسّبب الثاني كان اعتمادهم الوحيد لنقل الشّعر والاحتفاظ به هو الحفظ والرّواية، وهذا لا يعمل على الاحتفاظ بالشّعر حتى وصوله إلينا، فقد ينسى الحافظ حفظه أو يتوفاه اللّه محتفظاً بالشّعر في ذاكرته.

الشعر العربي:
للشّعر العربي عدّة تعريفات، فقد عرّفه ابن منظور في لسان العرب "منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً"، وعرّفه أيضا بـ "النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزوناً، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده، فكأنه لم يشعر به".

ولتمييز الشّعر عن النّثر، تميّز الشّعر بوجود أربعة أركان هم: المعنى والوزن والقافية والقصد، أم النّثر فهو كلام غير موجود يتحدّث عن فكرة معيّنة في ذهن الشّاعر.

الشّعر الجاهلي:
معظم الشّعر في العصر الجاهلي لم يتم الاحتفاظ به وتدوينه كما ذكرت سابقاّ، إلا أنه يعتبر من أرقى الشّعر العربي، فهو متّصف بالبلاغة وذو قيمة فنيّة عالية، ويعتبر أيضاً مصدراً مهمّاً للعربيّة الفصحى من حيث القواعد والمفردات، ومصدراً مهمّاً للحياة السّياسيّة والثّقافيّة للعصر الجاهلي.

لقد احتل الشّعر في ذلك العصر دوراً مهمّاً في التّاريخ، وفي المدح والذّم لقبائل أو أشخاص أو صفات، وكان يمثل الشاعر هيبة القبيلة، فقد ظهرت معارك شعريّة بين الشّعراء كما حدث في سوق عكاظ في شبه الجزيرة العربيّة.

انتشر شعر الفخر والحماسة بين الشّعراء في العصر الجاهلي لكثرة الحروب بين القبائل والانتصارات، وقلّ شعر الاعتذار في ذلك العصر لاعتبارهم أن هذا شيء لا يليق بهم وبكرامتهم. وكثر شعر المدح أيضاً بين الشّعراء خصوصاً مدح الملوك تقديراً لمكانتهم واعترافاً بفضلهم وللكسب المادّي أيضاً، وكان شعر المدح متميّزاً بصدقة وعدم المبالغة فيه.

النّاس في الجاهلية لم يكونوا يؤمنوا بالبعث واليوم الآخر فاعتبروا الموت نهاية الحياة فإذا مات الإنسان انتهى ويبدأ الحزن عليه، فلمّا أسلموا علموا أن الدّنيا متاع بالنسبة للآخرة، وأن الدار الآخرة هي الدّار الخالدة.

أشهر شعراء الجاهليّة
1. امرؤ القيس
2. السموأل
3. النابغة الذبياني
4. طرفة بن العبد
5. زهير بن أبي سلمى
6. عنترة (عروة بن الورد)
7. آل الشنفرى (عمرو بن مالك الأزدي)

خصائص الشّعر الجاهلي
1. القدرة على إبراز النفس البدوية وأغراضها.
2. التّعبير عن المنازعات والمشاحنات.
3. وصف الانتصارات والمفاخر.
4. العجز عن شرح الأفكار العامة، وما يتعلق بالطّبيعة لأنهم لم يعنوا بذلك.

الصّفات
الابتعاد عن التّلطيف في العبارات، وكثرة استخدام المرادفات من لغات لقبائل متعدّدة، واستخدام ألفاظ قويّة للوصف وإعطاء المعنى القوي، وأخيراً الإيجاز.

طبقات الشّعراء 
من حيث الكميّة: شعراء مكثرين ومعتدلين ومقلِّين. 

من حيث الزّمان: شعراء متقدمين ومتوسطين ومتأخرين. 

من حيث الإجادة: شعراء متفوقين وممتازين ومجيدين. 

المتفوقون (هم شعراء الطّبقة الأولى وأصحاب المعلّقات: مثل امرؤ القيس. 

الممتازون (هم شعراء الطبقة الثانية): مثل الأعشى. 

والمجيدون (هم شعراء الطبقة الثالثة): عنترة.