لماذا يغضب الله عندما تحدث معصية أو ذنب من عباده وهو يعلم أساسا أنه سيحدث؟

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٢١ يونيو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
المشكلة ليست في الكلمة بل في مدلولها وما ترمي إليه وغضب البشر حصيلة ضعف وقلة حيلة .
كما حصل من نبي الله موسى عليه السلام عندما عاد لقومه ووجدهم تركوا عبادة الله
وعبدوا عجل السامري : ( فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ..) سورة طه .
وهو هنا غضب محمود لأنه غضب لله لا للنفس 
أما علم الله بما كان ويكون وسيكون فهو من صفات الربوبية. 
أما غضب الله فهو ليس كغضب البشر 
فهو  (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) سورة الشورى ،
والكاف هنا ،،كمثله ،،
لزيادة التوكيد حتى لا ينجرف العقل لتخيلات وقياسات بشرية للصفات الإلهية 
فكل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك .
وقد تعدد الآيات في وصف غضب الله وإن سائرها يشير إلى حجز المغضوب عليهم بدائرة العذاب الظاهر والباطن القريب والبعيد فمنهم من عجل له العذاب ومنهم من ينتظره في الآخرة 
قال تعالى : ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )  سورة آل عمران .
ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه و لعنه وأعد له عذاباً عظيما ) سورة النساء ،
 ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) سورة طه ،
(ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ) سورة المجادلة ،
وهذا لا يعني أن الله سبحانه يرضى لعباده الكفر  فقد سبقت رحمته غضبه ولكن عندما يصم الإنسان أذنيه عن سماع الحق ويتخذ الكفر سبيلا  فجزاؤه من جنس عمله 
قال تعالى : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم  ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعلمون إنه عليم بذات الصدور ) سورة الزمر .
وخلاصة القول أن علم الله تعالى بما سيحدث لا يتناقض مع غضبه جل جلاله لأنه سبحانه لم يأمر بالمعصية بل الإنسان هو الذي يقوم بها رغم أن الله تعالى قد نهاه عنها وحذره من عواقبها في الدنيا والآخرة. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢١ يونيو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
 نعم الله تعالى يعلم أنها ستحدث ولكنه لا يؤمر بالمعصية ! بل بالعكس فالله تعالى يأمر بالعدل والإحسان وبالمسارعة إلى مغفرة الله تعالى ورحمته وجنته .
فإقدام الإنسان على العمل السيئ ، إقدام باختياره فلا أحد يجبره على هذا المنكر بل هو عمله باختياره والله تعالى يقول‏:‏ ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا )
فالشاكر والكفور كلهم قد هداه الله السبيل وبينه له ووضحه له، ولكن من الناس من يختار هذا الطريق ومن الناس من لا يختاره ،
- فالإنسان حينما يقدم على العمل يقدم عليه باختيار منه ليس عن علم بأن الله قدره عليه وأرغمه عليه . ولهذا قال بعض العلماء ‏:‏ ‏( ‏إن القدر سر مكتوم‏ ) ونحن جميعاً لا نعلم أن الله قدر كذا حتى يقع ذلك العمل ، فنحن إذاً حينما نقدم على العمل لا نقدم عليه على أساس أنه كتب لنا أو علينا، وإنما نقدم عليه باختيار ، وحينما يقع نعلم أن الله قدره علينا، ولذلك لا يقع احتجاج الإنسان بالقدر إلا بعد وقوع العمل ، ولكنه لا حجة له بذلك ويذكر عن أمير المؤمنين عمر قصة - قد تصح عنه وقد لا تصح - رفع إليه سارق تمت شروط القطع في سرقته فلما أمر أمير المؤمنين بقطع يده قال‏:‏ ( مهلاً يا أمير المؤمنين والله ما سرقت ذلك إلا بقدر الله‏.‏ قال له ‏:‏ ونحن لا نقطع يدك إلا بقدر الله ‏.‏ فاحتج عليه أمير المؤمنين بما احتج به هو على سرقته من أموال المسلمين ، مع أن عمر يمكنه أن يحتج عليه بالقدر والشرع ، لأنه مأمور بقطع يده ، أما ذاك فلا يمكن أن يحتج إلا بالقدر إن صح أن يحتج به‏ )

- وعلىه فإنه لا يمكن لأي أحد أن يحتج بالقدر على معصية الله ، لأن الله تعالى لم يجبره على معصيته ، بل قام بإختيار طريق الشر والمعصية ،وبالتالي من عدل الله تعالى أن يكون الجزاء من جنس العمل .

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة