لماذا يربط البعض انقطاع المطر بالمعاصي والآثام التي يرتكبها العباد وهل يوجد لذلك أصل في الدين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم صحيح فهناك علاقة قوية بين انحباس المطر وانقطاعه من السماء وبين المعاصي والذنوب ، قال الله تعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)سورة الشورى30.
- وقال تعالى في قصة أحدٍ لما أصابهم ما أصابهم من الهزيمة والقتل والجراح لبعضهم: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)سورة آل عمران 165.

- وقد حصل انحباس للمطر في أفضل العصور وهو عصر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو أصلح الناس، وعهده أصلح العهود، وصحابته أصلح العباد بعد الأنبياء، ومع هذا ابتلوا بالقحط والجدب، حتى طلب المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغيث لهم، فقالوا: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، فاستغاث لهم في خطبة الجمعة، ورفع يديه، وقال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا" فأنزل الله المطر، وهو على المنبر صلى الله عليه وسلم أنشأ الله سبحانه سحابة، ثم اتسعت فأمطرت فخرج الناس تهمهم نفوسهم من شدة المطر .

- فلم يزل المطر حتى جاءت الجمعة الأخرى، فجاءوا إليه وقالوا: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله أن يمسكه عنا، فضحك عليه الصلاة والسلام، من ضعف بني آدم، فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"
-
قال أنس رضي الله عنه: فتمزق السحاب حالا، وصارت المدينة في مثل الجوبة.

- فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجه في سننه.

- فهذا الحديث بيّن لنا أن سبب عقاب الله تعالى هو المعاصي والذنوب ومن بعض الذنوب التي إذا فعلها الناس منع الله عنهم القطر من السماء وهي :(منع الزكاة وعدم أدائها وإعطاء حق الفقير والمحتاج منها) .

- وعن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه). أخرجه أحمد وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم .

- فيستفاد من هذا الحديث الشريف أن الله تعالى قد يمنع القطر من المساء بسبب ذنوب الناس - وخاصة المسلمين منهم - وهذا الذي يجري في زماننا فقد خف الغيث ونزول المطر وبركات السماء والأرض بما كسبت أيدي الناس من الذنوب والمعاصي .

- ولو نظرنا إلى غزوة أحد - وبسبب مخالفة الرماة لرسول الله صلى الله عليه وسلم - في عدم النزول عن الجبل ، فكان نزولهم سبباً في هزيمة المسلمين في نهاية المعركة بعد أن كان النصر حليفهم في بدايتها!!!

- فكم من مخالفات يقوم بها المسلمون اليوم ( لله ولرسوله ) في كل جوانب الحياة ، وكم من تقصير واضح في الالتزام بأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذه المخالفات والمعاصي هي السبب في انقطاع المطر من السماء .