لماذا يختلف لون بشرة الجلد من شخص إلى آخر؟

1 إجابات
profile/لينا-نواف-سماره
لينا نواف سماره
مهندسة في وزارة الإدارة المحلية (٢٠١٨-٢٠١٩)
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أكثر من سبب يؤدي إلى إختلافات في لون البشرة بين الأفراد، فقد يكون نتيجة الاختلاف في التصبغ الناتج عن الجينات الموروثة من الوالدين، أو نتيجة التعرُّض للشمس، أو قد يكون كليهما.

- لكن كيف تبيّن للعلماء هذه الأسباب، الموضوع كالآتي:

ما تمت ملاحظته منذ فترة طويلة هو أنَّ الأشخاص من مختلف أنحاء العالم غالبًا ما يكون لديهم ألوان بشرة مختلفة. فمثلاً، تجد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المدارية كان لون جلدهم أغمق أكثر من الناس الذين يعيشون في المناطق ذات المناخات الباردة.

ومع مرور الوقت، تعلَّم العلماء الذين درسوا جسم الإنسان أنَّ الاختلافات في لون الجلد تظهر وكأنها علامات تكيفيّة تنتقل عبر الجينات من الآباء إلى الأبناء. وتتوافق هذه العلامات بشكل موثّق مع الجغرافيا وأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV).
ولون بشرة الشخص يتم تحديدها حسب الميلانين الموجودة في البشرة وكمية هذه الصبغة، حيث أنّ الميلانين عبارة عن صبغة لونها بنية داكنة إلى سوداء تنتجها خلايا محددة تُعرف بِـ الخلايا الصباغية. والميلانين وجوده وكميته مهمة من أجل حماية البشرة من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة والخطيرة.

حيث يمكن أن تسبب الأشعة فوق البنفسجية بسرطان الجلد. لكن يعمل الميلانين كطبقة واقية وكغلاف شمسي طبيعي من خلال امتصاص هذه الأشعة فوق البنفسجية. وكلّما كان الميلانين الخاص بك أكثر، كان الجلد أكثر قتامة وسيكوّن المزيد من الحماية التي سيكون لها ضد الأشعة فوق البنفسجية.
أمّا الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة، يكون لديهم القليل من الميلانين. الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لديهم المزيد من الميلانين. أمّا عن الأشخاص ذوو البشرة الصفراء لديهم نوع أكثر أو آخر من الصبغة تسمّى كاروتين .

سبب كون البشرة أغمق أو أكثر قتامة، وتأثير أشعة الشمس عليها: 

لأنّ لون البشرة مهم للتكيّف مع المناطق التي يعيش فيها الشخص.
فنجد أنّ الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الاستوائية يتعرضون لمزيد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة للشمس. نتيجة لذلك، تميل بشرتهم إلى أن تصبح أغمق لأن الجسم ينتج المزيد من الميلانين لمواجهة آثار أشعة الشمس. على مدى الأجيال المتعاقبة، تنتقل الجينات من الآباء إلى أطفالهم، بما في ذلك الميل إلى إنتاج كمية معينة من الميلانين بالنظر إلى المنطقة التي يعيشون فيها. 

وبنفس المبدأ، فإن شعوب الشمال تميل إلى أن يكون لها ألوان بشرة أفتح، لأنها لا تتلقى الكثير من أشعة الشمس الضارة فوق البنفسجية. نتيجة لذلك، لا تحتاج أجسامهم إلى إنتاج الكثير من الميلانين، مما يجعل لون بشرتهم أفتح. 

كما أن لون البشرة الفاتح في المناطق الشمالية يسمح لمزيد من الأشعة فوق البنفسجية باختراق الجلد للمساعدة في إنتاج الكميات الأساسية من فيتامين "د" الذي يحتاجه الجسم. فيجب أن يحقق الجسم دائمًا توازنًا دقيقًا للتأكد من أنه يتلقى ما يكفي من الأشعة فوق البنفسجية لإنتاج فيتامين د الأساسي، مع تجنب التعرّض المفرط الذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان الجلد . 

وبالسفر إلى جميع دول العالم، ستلاحظ كيف أنه تتكيّف أجسادهم الفردية مع الظروف التي يعيشون فيها بمرور الوقت، وينقلون هذه السمات إلى أطفالهم، مما يساعد في تفسير ألوان البشرة التي لا تعد ولا تحصى التي نراها من حولنا كل يوم... 

إذاً، نجد أنَّ الأشخاص يختلفون في لون البشرة على حسب كمية الميلانين التي تنتجها الخلايا الصباغية.