أن عملية التذكر لا يمكن أن تحدث على نحو مفاجئ وإنما هي عملية تعتمد على مراحل وخطوات معينة حتى نصل للذاكرة المرادة ومن أهم هذه المراحل ترميز المعلومات وتخزينها ومن ثم استعادة المعلومات.
وفي حال استذكار الماضي على نحو مفاجئ هنا يجب أن تعلم بأن هذه العملية تمت بشكل مرتب لكن غير واعي فظهرت بشكل مفاجئ، ويعود السبب في هذا الأمر إلى وجود بعض الإشارات في البيئة المحيطة والتي تجلب الأفكار الماضية والذكريات الماضية، أو رتباط الفكار الحالية ببعض الأمور الماضية بشكل غير واعي، وغير مدرك، ومن أهم الأمور التي قد لا يعيها الشخص وتكون سبب في استرجاع الذكريات على نحو مفاجئ كما قد يخيل له ارتباط المواقف والأشخاص والأماكن بالروائح والأصوات أو الصور الذهنية أو بمشاعر أو كلمات معينة بحيث تؤدي هذه المثيرات إلى تنشيط الخلايا العصبية في الدماغ بطريقة تجعله يرسل إشارات معينة تستعدي استرجاع بعض الذكريات من الماضي تظهر وكأنما هي مفاجأة إلا أنها منظمة بطريقة غير واعية.
ومن ناحية أخرى يمكن أن تكون هذه الذكريات التي يتم تذكرها وبشكل مفاجئ من الأمور التي كان يتم استرجاعها وبشكل متكرر عبر فترات زمنية طويلة بحيث أصبح الدماغ يعمل وبشكل لا واعي على استرجاعها نتيجة وجود عواطف وأفكار وأحاسيس معينه لدى الأشخاص، وفي بعض الأحيان يقوم العقل بتذكر بعض الأمور ولكن بشكل غير متكرر ليتم تلاشي هذه الذكريات بشكل تدريجي نتيجة وجود عمليات عقلية ترتبط بهذه الذكريات، وخلال هذه العملية تقوم الخلايا العصبية بما فيها من ترابطات بجعل هذه الذكريات والتي تظهر بشكل مفاجئ ضمن ذكريات أخرى حيث أن الاسترجاع والذي يتم بشكل مفاجئ أو يظهر بشكل لا واعي يعمل على إحداث التغيرات على الذكريات أما يهدف التخلص من الأثر السلبي وذلك من خلال ربط الذكرى القديمة بامر جديد وهذه إليه قد يلجأ لها العقل للتكيف مع المحيط بطريقة أكثر صحة على المستوى النفسي والصحي.
وحسب نظرية نوعية الترميز والتي يقوم عليها التذكر، يمكن إرجاع السبب في هذا الأمر إلى أنك كشخص تقوم بعملية التذكر على أساس تمييز التشاباهات بين التعرف والتذكر وفي هذه الحالة يتم إسقاط ما لديك من ذكرى ومعرفة على الواقع الحالي وهنا يقوم العقل بتوظيف المعلومات المتوفرة في البنية المعرفية للشخص والتي منها الذكريات والبحث فيها عن روابط وإسقاطها على الواقع بطريقة لا واعية.
ويمكن القول أن هنالك عدة عوامل تؤثر على هذا التذكر المفاجئ وهذه العوامل هي:
الانتباه؛ في كثير من الأحيان تكون درجة الانتباه لدينا اتجاه المحيط سبب في إحداث عمليات التذكر والاسترجاع للماضي، ومن ناحية علمية يحدث الإنتباه تأثيرات مفاجأة على التذكر، وهنا يكون للمواقف السلبية والإيجابية أثر كبير في عملية هذه التذكر وعلى لفت الانتباه حيث أن المواقف المعتدلة فيها قدر أقل من لفت الانتباه والنظر وفي المقابل فإن التواجد على أحد القطبين السلبي أو الإيجابي سبب في إثارة أكبر نسبة ممكنة من الانتباه وبالتالي احداث التذكر للماضي بطريقة قد تكون مفاجأة.
الدوافع؛ تشابه الدوافع في المواقف الحالية مع المواقف السابقة سبب في إحداث عمليات الاسترجاع والتذكر بطريقة مفاجأة على الغم من اختلاف الزمان والمكان والأشخاص والمحيط البيئي بشكل كامل.
التشتت؛ ي كثير من الأحيان يكون التأمل والجلوس في مكان هاد سبب في استرجاع الذكريات الماضية وبشكل مفاجئ وغير واعي كطريقة من طرق التعافي أو كوسيلة من وسائل التعامل مع الذات أو كرد فعل دفاعي لإبعاد مشاعر حاليه سلبية، حيث يختلف الأمر من شخص لآخر.