لماذا وقع الاختيار على زيد بن ثابت رضي الله عنه لجمع القرآن الكريم دون غيره وما هو المنهج الذي اتبعه في الجمع

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 السبب في اختيار زيد بن ثابت رضي الله عنه لجمع القرآن ثلاثة أسباب رئيسة :

الأول : شخصية زيد رضي الله عنه فقد كان شاباً ذكياً فطيناً نبيهاً أميناً.

الثاني : أنه كان من كتبة الوحي أصلاً في عهد النبي عليه السلام .

الثالث : أنه كان موضع ثقة النبي عليه السلام بشكل عام وفي أمور كتابته خاصة ، حيث أمره بتعلم العبرانية حتى يترجم له كتب اليهود ويفهم لغتهم.

فهو رضي الله عنه جمع بين القوة والأمانة والدراية وهذا واضح من قول أبي بكر لزيد لما أمره بجمع القرآن :
"إنك رجلٌ شابٌ عاقلٌ ولا نتهمك، كنتَ تكتبُ الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه"

أما منهج زيد في جمع القرآن الجمع الأول في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فكان يعتمد على منهج قاعدته العامة : مطابقة المحفظ بالمكتوب ، مع وجود الشاهد على الكتابة بحضرة النبي عليه السلام .

وتوضيح ذلك : أن القرآن كتب كله قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يجمع في مصحف واحد وإنما كان متفرقاُ عند الصحابة من كتبة الوحي خاصة وغيرهم عامة.

والنبي عليه السلام قبل موته عارض القرآن مع جبريل مرتين وهي العرضة الأخيرة التي عليها القراءة الآن بعد نسخ ما نسخ وإثبات ما أثبت ، وهذه العرضة قرأها النبي على الصحابة وهي التي تتبع زيد كتابتها.

حيث كان يعمل ما يلي :
1. يكتب المحفوظ في الصدر ويسمع ذلك من أكثر من صحابي ويطابق وهو من حفظة القرآن أصلاً.
2. أمر الصحابة أن يأتوا بما عندهم من صحف مكتوب فيها القرآن.
3. طلب شاهدين على كل صحيفة يشهدان انه كتبت بحضرة رسول الله وعرضت عليه .
4. قارن المحفوظ في صدور الصحابة بالمكتوب .

قال زيد رضي الله عنه "فقمتُ فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسُبِ وصدور الرجال" .

وأجمعت الأمة كلها على هذا القرآن بحمد لله .

والجدير بالذكر أن زيداً كلف بجمع القرآن ونسخه مرتين :
المرة الأولى:  في عهد أبي بكر الصديق وهو الجمع الأول للقرآن ، وكان وحده في هذا الجمع ، وكان هدف جمع القرآن هو جمعه في نسخة واحدة بعد أن كان متفرقأ بعد استشهاد كثير من حفظة القرآن في حروب الردة ، وإشارة عمر على أبي بكر بذلك خشية ذهاب حفظة القرآن جميعهم.

المرة الثانية :في عهد عثمان بن عفان ،حيث كلف زيداً بنسخ القرآن  مرة أخرى عندما خاف الصحابة الاختلاف في الأمة على الأحرف التي نزل فيها القرآن فنسخ القرآن 6 أو 7 نسخ بعربية قريش وحرفها ووزعت في الأمصار ليقرأ بها الناس ،وكان معه في هذه المرة 3 من الصحابة القرشيين .

والله أعلم