لماذا لم ينزل الدين الإسلامي أولاً وكان آخر الرسالات السماوية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
في البداية يجب أن نعلم أن الدين الإسلامي لا يختلف عن الديانات السماوية السابقة فهم وإن اختلفت شرائعهم في الفروع إلا أن دينهم واحد وهو الإسلام، قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، وهذا الذي جعل النجاشي ملك الحبشة عندما قرأ عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من سورة مريم أن يقول : ( إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة )

-
أما لماذا ينزل الدين الإسلامي أولاً  ؟ فهذا خاص برسالة الإسلام وبنبي الإسلام ،ولهذا جاء قول النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم: ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ـ فذكر منها ـ وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ) رواه البخاري ومسلم.

- ومن الحكم كذلك: كون رسالة الإسلام هي الخالدة، فلو نزلت في البداية فلا يكون لما جاء بعدها من الرسالات معنى أو قيمة .

- ومن الحكم كذلك لأن الرسالات السابقة كانت خاصة وتلبي حاجات أقوام خاصين ومحددة بوقت ومهمة، بينما رسالة الإسلام جاءت عامة لكل البشر إلى يوم الدين على إختلاف خصائصهم وبلدانهم ولغاتهم وعرقياتهم وألوانهم، فجاءت تلبي حاجاتهم وعامة وشاملة لكل مناحي الحياة، وصالحة لكل زمان ومكان إلى يوم الدين .

- والحكمة من إرسال الرسل والأنبياء والكتب السماوية هي:
1- دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده، وترك عبادة ما سواه وهداية الناس وإرشادهم إلى الخير والحق والصواب، قال الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة آل عمران: 164.

- وفي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله) (رواه مسلم). وفي رواية (كتاب الله وسنتي) 

2- إقامة الحجة والبرهان على الناس، وفي هذا يقول الله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة النساء: 165.

3- ومن الحكم تأييد الأنبياء والرسل وإظهار صدقهم في دعوتهم. قال الله تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) سورة آل عمران: 184.

4- من أجل إقامة العدل والحكم بين الناس بالقسط، قال الله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) سورة البقرة من الآية: 213.

-وقال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) سورة الحديد من الآية: 25.

5- والكتب السماوية التي ذكرت في القرآن الكريم هي: 
- صحف إبراهيم وموسى.
- كتاب الزبور: أنزله الله تعالى على سيدنا داود عليه الصلاة والسلام.
- كتاب التوراة: أنزله الله تعالى على سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام. - كتاب الإنجيل: أنزله الله تعالى على سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام.
- كتاب القرآن الكريم: أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم الكتب السماوية، وناسخ لها، ومهيمن عليها.

- وكانت الكتب السماوية تبعث إلى أقوام خاصة، بينما القرآن الكريم بعث للناس كافة وهو حبل الله المتين إلى يوم الدين.

- والكتب السماوية السابقة جميعها تم تحريفها، بينما القرآن الكريم لا يمكن تحريفه أو البعث به لأنه الله تعالى قد تعهد\ بحفظه فقال سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).