لأنه لو حددها لكانت الخلافة بالتعيين وبالتالي قد يترتب على ذلك عدم قبولها من البعض وعدم الطاعة وحدوث فتنة في الدولة الإسلامية! ولكنه أرادها صلى الله عليه وسلم بالشورى بين أهل الحل والعقد - حتى يرضى بها الجميع ويقوموا بالبيعة والطاعة في المنشط والمكره.
- فلم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم شخصاً بعينه في وصية معينة فلم يوصي لعلي رضي الله عنه ولا لغيره، رغم أنه أراد أن يكتب الخلافة لأبي بكر الصديق - لكنه لم يكتبها- فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: "
ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى، ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر" (متفق عليه).
- وعن القاسم بن محمد قال: قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك"، قالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بل أنا وارأساه، لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون" أخرجه البخاري.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يوذنه بالصلاة، فقال: "مروا أبا بكر أن يصلي بالناس" فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس" فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، قال: "إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس" فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه، ذهب أبو بكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس مقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه. أخرجه البخاري.
- ولقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم من تقديم النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ليصلي بالناس في مرضه الذي توفي فيه، أحقية أبي بكر بالخلافة فاختاره المسلمون لدنياهم بما أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختاره لدينهم.
-وهناك عدة دلائل استحق من خلالها أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن يكون الخليفة الأول للمسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذه الدلائل:1 - اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر وزيراً ومستشاراً.
2- اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر رفيقاً وصاحباً له في الهجرة النبوية.
3- أمره صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بأن يصلي بالناس في أثناء مرض النبي صلى الله عليه وسلم .لأنه أعلم الناس بأحكام الصلاة.
4- وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى أبا بكر رضي الله عنه على الحج قبل حجة الوداع .
5- بسبب مواقفه الكثيرة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ، وبذل كل ماله في سبيل الإسلام والمسلمين.
6- بسبب عتقه لكثير من الصحابة قبل وأثناء إسلامهم.
7- وهو أول من أسلم من الرجال.
8- وهو أول من صدّق معجزة الإسراء والمعراج.
9- وهو أول من جمع القرآن الكريم.
10- وهو أول من اشتهر بعلم النسب (وأنساب العرب)
- فمعتقد أهل السنة والجماعة، والذي أجمعوا عليه ، أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهم أجمعين
-ولمزيد من التفاصيل حول شخصية ابا بكر يمكنك مراجعة المواقع التالية :
1- (
طريق الإسلام )
2-
موقع الإسلام سؤال وجواب 3-
موقع الدرر السنية