عدم احتفال الصحابة رضي الله عنهم بمولد نبينا صلى الله عليه وسلم دليل على عدم مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ، وأنه ليس بمشروع ولا قربة ، بل هو بدعة في الدين.
فالمحتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام إنما ينوي القربة والتعبد والاحتفاء والفرح بالنبي عليه الصلاة والسلام وتعظيمه وتوقيره وإظهار محبته له ، وهذا كله شيء طيب ونية حسنة ، ولكن هذا كله يدخل تحت باب التعبد ، والعبادة حتى تكون مقبولة ومشروعة لها شرطان :
الأول : أن تكون مشروعة ، يعني جاء الدليل من القران أو السنة على مشروعيتها .
الثاني : الإخلاص لله تعالى فيها .
قال الله تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) ( الكهف 110 ).
فلا بد أن يكون العمل صالحا يعني مشروعا ، وأن ينوي به وجه الله .
فمجرد النية الحسنة لا تجعل العمل مشروعا .
قال عليه الصلاة والسلام ( من أحدث فيما أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه.
والاحتفال بالمولد النبوي لم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة من بعده ولا التابعين ولا من لهم قدم صدق في هذه الأمة من القرون المفضلة .
بل هو بدعة ابتدعها ابتداء العبيديون الذين حكموا مصر تحت مسمى ( الدولة الفاطمية ) وكانوا زنادقة من غلاة الإسماعيلية فأرادوا استمالة الناس والتغطية على زندقتهم بإظهار محبة الرسول عليه السلام فابتدعوا هذه البدعة وأظهروها ، ثم اعتاد الناس عليها.
ومما يذكر في التاريخ أن نابليون بونابرت الفرنسي أثناء احتلاله لمصر كان حريصا كل الحرص على حضور حفلات المولد النبوي وإحيائها وتزيين مصر ودفع كثير من الأموال بمناسبة هذا الاحتفال ، لإظهار محبته واحترامه للرسول عليه السلام !!
ومحبة الرسول والاحتفاء لا يكون بالاحتفال به يوم مولده والاجتماع للنشيد واكل الطعام ونحو ذلك ، وإنما بالدفاع عنه وعن سنته و امتثال أمره واتباع هديه وانتهاج نهجه وقراءة سيرته للاقتداء بها فعليا ، والقيام بالدعوة التي دعا إليها ونشرها ودعوة الناس إليها بإظهار التوحيد ونبذ الشرك ، وسؤال الله شفاعته .
فماذا فعل من احتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام ثم هو في حياته مخالف لهديه ؟!
ومع ذلك نقول : أنا لا نجزم بضلال كل من احتفل بالمولد النبوي ، بل لو وقع هذا من بعض الناس وكان صادقا في نيته التقرب إلى الله وكان يجهل أن مثل هذا الاحتفال بدعة ، فإنا نرجو أن يؤجر على نيته الحسنة كما قال ابن تيمية رحمه الله .
والله أعلم