لماذا كان ليوناردو دافينشي مبدعاً في كثير من الأشياء؟

العبقري صاحب لوحة الموناليزا العالمية، وصاحب الفكر السابق لعصره ومخترع العديد من الادوات السحرية التي استمر صداها الى وقتنا الحاضر كل تلك الصفات و اكثر تندرج تحت اسم الفنان ليوناردو دافنشي، فلماذا كان عبقريا لهذه الدرجة؟
لقد تجاوزت عبقرية دافنشي الحدود، فلم يكن رساماً عبقرياً وحسب، بل لمع إسمه في العديد من المجالات فقد كان مهندساً معمارياً، ومخترع لأسلحة حربية، وخبيراً في علم التشريح و مصماً وغيرها من العلوم الآخرى إضافة الى كونه موسيقي و فيلسوف و شاعر، حيث استطاع دافنشي من خلال عبقريته و تعدد مواهبه ان يخطو أول خطواته نحو الابداع، و تجسيد اللامألوف، و تحويل افكاره لأجسام مادية كانو يصفونها بذلك العصر بالسحرية لانها بكل بساطة سابقة لعصرها. 
هذا الرسام المدهش اشتهر بالوحاته المبتكرة ولعل ابرزها الموناليزا، أشهر لوحة في العالم عبر العصور التي تحمل العديد من الألغاز الخفية التي تختبئ وراء ابتسامتها التي حيرت النقاد على مدى عصور، فلقد عرف عنه البراعة، و القدرة على دس رموز وشيفرات غامضة في لوحاته التي جعلت من صفة العبقرية تلازمه. 
لكن ما هو السر وراء عبقريته؟
تشير الدراسات الحالية ان عبقرية ليوناردو دافنشي كان وراءها اضطراب نفسي يدعى “نقص الانتباه مع فرط النشاط” الذي يسبب للمصاب به النسيان وقلة تركيز الانتباه عند القيام بأعماله، وعدم القدرة على التركيز مع الاخرين حينما يتحدثون معه، لقد اعتمدو على شهرة ليوناردو دافنشي في عدم التزامه بإتمام مشاريعه لإثبات هذه الفرضية، بحيث لاحظ الباحثين وجود العديد من الأوراق التي تحتوي على رسومات الليوناردو دافنشي بشكل يشير إلى معناته من صعوبة القراءة، وهذا العرض يعتبر من الأعراض الشائعة لمرض نقص الانتباه مع فرط النشاط. 
كانت هذه الفرضية من اكثر الفرضيات التي تناسب طبع ليوناردو دافنشي الغريب الذي كان سبباً في عبقريته و تعدد مواهبه و من خلاله خلد اسمه في الصفوف الاولى بعالم الفن و استطاع ترك بصمة واضحة من خلال اعماله و لوحاته التي بقيت خالدة الى وقتنا الحالي. 
استطاع الليوناردو دافنشي تحويل نقمة مرضه الى نعمة جعلت من العبقرية صفة تلازمه و مكنته من ابتكار اختراعات و لوحات اثرت العالم عبر العصور و منحت الفرصة للعديد من العلماء و الفنانين الى تشكيل أعمدة مبنية على قواعد عبقرية هذا الفنان و انعكاس لافكاره المثيرة للإهتمام.