لا يمكن الحكم على أزياء أي حقبة زمنية بأنها قبيحة، حيث لكل مقام مقال. كان لأزياء الثمانينات وهج خاص حينها، وكانت إحدى أكثر الفترات التجريبية الجريئة في تاريخ الموضة بفضل أيقونات الموضة الثابتة من الأميرة ديانا إلى مادونا وجوان كولينز إلى بوي جورج.
تم استعمال الملابس لتحديد الشخصيات والإشارة لبعض الرسائل والتصريحات الخفية التي يود المصممون ومرتدو هذه الأزياء إرسالها للجماهير بشكل غير صريح. كان هناك العديد من أساليب الموضة الدارجة من استخدام الأكتاف المبطنة، والستر اللامعة، والكشكشة، التنورات القصيرة والجلدية والتي لازالت موضة حتى الآن. قد يعتبر البعض أن حقبة الثمانينات كانت حقبة مجنونة لتصميم جميع الأشياء ابتداءً من الملابس والأحذية والحقائب والإكسسوارات مرورًا بمساحيق الوجه الثقيلة وقصات وتسريحات الشعر. ثم أصبحت الموضة أكثر هدوءًا في أواخر حقبة التسعينات وبشكل ملحوظ. كل شيء كان ضخم وكبير وغريب جدًا.
الآن، لنرجع إلى خزانة ملابسنا، هل جميع ملابسك جميلة أو أنيقة؟ بالطبع لا، هناك بعض الملابس التي تود أو قمت بالفعل بالاستغناء عنها. انظر لصورك قبل خمس سنوات، ألا توجد لك صورة تود إخفاءها لأن ملابسك لا تضاهي أو تساوي الملابس التي ترتديها حاليًّا؟. إن تعريفك ورأيك بالأناقة اليوم يختلف تمامًا عن ما كان في الماضي. تذكر عندما ظهرت بعض الصرعات الحديثة كم قاومناها واعتبرناها أنها خارج السرب، فالبلاطين الممزقة هي موضة السنوات الماضية، لكننا لم نتقبلها إلا قبل سنة أو سنتين. لذلك ما لا يطيب لك من أزياء قديمة كمتذوق للأناقة العصرية، كان جميلًا وجريئًا ومبهجًا لمن كانوا في ذلك العصر.
لكن من منظور آخر، قد يتشارك معنا بعض مصممي ومديري عروض الأزياء، أنه حتى في الوقت الحالي يوجد صناعة للموضة القبيحة، يعتقد بول سوريج، المدير الإبداعي المعين حديثًا في مؤسسة روبيرتو كافالي: " أن الاتجاه نحو الملابس القبيحة هو رد فعل على وفرة من الحيلة و "الكمال" من خلال الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي". يقول المصمم: "تزدهر الموضة بالاستفزاز، إنها تزدهر بالحداثة. هذا الوباء من القطع القبيحة أو المحرجة عن عمد يدور حول تحدي هذا الهوس بأسلوب الحياة الاصطناعي. إنها علامة على أن ما تشعر به حاليًا هو شيء ليس مثاليًا جدًا وليس سخيفًا ".
لذلك لا يجب فقط اعتبار أن موضة الثمانينات هي القبيحة، يمكنك حضور بعض العروض الافتراضية حاليًا عبر الشبكة العنكبوتية. ستجد بعض الأزياء السخيفة من وجهة نظرك، لكنها قد تكون جميلة من وجهة نظر أشخاص آخرين. أو أنها صنعت أو روجت لغرض ما. أتذكر سخرية الصحافة من ارتداء رئيس وزراء كندا لجوارب ملونة، والتي كانت حركة جميلة منه في الترويج لإحدى الشركات الخاصة لمؤسسها المصاب بمتلازمة داون. كما تم انتقاد ملابس زوجة الرئيس الأمريكي في حفل تنصيبه وهي التي تدعم بها منتجات مصممة أمريكية تقوم بجمع الأقمشة المحلية وإعادة تدويرها، ودعم المصممين الأمريكيين الشباب.
علينا أن نكون أكثر انتباهًا للتفاصيل التي تعيد إطلالات الموضة القديمة، وتسريحات الشعر التي يمكن اعتبارها غريبة الآن، ولكن بتواقيع جديدة. سواء كنت مندهشًا أو متحمسًا أو مرعوبًا، فإن أزياء وتسريحات شعر الثمانينيات تشق طريقها إلى القرن الحادي والعشرين. لحسن الحظ، فإن معظم الاتجاهات التي وجدت طريقها مرة أخرى إلى رفوف المتاجر أو مجلات قصات الشعر هي نسخ مخففة من النسخ الأصلية. قد تشعر وكأن كل شيء يكتمل دائرة عندما تكتشف ابنتك في فستان مخملي يبدو تمامًا مثل الفستان الذي ارتديته أنت مرة في حفلة موسيقية أو حفل زفاف. أو ستسعد بمعرفة أن بعض ملابسك التي ارتديتها قد حصلت على تحول حديث؛ فمثلًا كان البعض يغسل أجزاء من بلاطين الجينز بالأحماض لتبييضها، والآن هذا هو الجينز السائد، مقطعة الأجزاء خافتة اللون في مناطق محددة. كما شهد عالم الشعر لمحة من عودة الثمانينيات خلال العام الماضي باستخدام التجاعيد. اختار بعض الناس تموجات أكثر حداثة. أصبح تجعيد شعر الرجال أكثر شيوعًا بفضل لاعبي كرة القدم الذين أصبحت تسريحاتهم أقرب لما يسمى في الثمانينات باسم " البيرم والكيرلي" لكن مع تجاعيد أكثر رقة وأصغر في الحجم. كما عادت موضة الشعر الطويل المستقيم أو المموج أو المجعد المعتمد خلال الجلسات غير الرسمية. أما في العمل والاجتماعات الرسمية نجد الشباب قد قاموا بربط شعورهم للوراء لإضفاء الأناقة والجدية. ستجد العديد من قصات وتسريحات الشعر الغريبة اليوم أخذت أصولها من الثمانينات فلا تستغرب بتاتًا، فما كان موضة بالأمس، تم سرقته وتطويره لموضة اليوم.
للتعرف إلى تسريحات الشعر لعام 2021 التي استُمدت من الثمانينات، تابع الرابط التالي:
المراجع:
57 مشاهدة
