لماذا قل شعر الاعتذار في الشعر الجاهلي ومن من الشعراء يمثله

1 إجابات
profile/تماضر-الفنش-1
تماضر الفنش
ماجستير في تكنولوجيا التعليم (٢٠١٥-٢٠١٧)
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
في هذه الأيّام قد نعتذر بكلمة "آسف"، قديماً نظم الشعر للاعتذار، تحديداً في أيّام الجاهليّة، حيث قدّم بأسلوب مقنع لاستعطاف أحد ما للحصول على عفو منه، حيث يظهر الشاعر ندمه على الفعل الّذي قام به، وتقديم العذر من أجل الصلح، ومحاولة إظهار البراءة للتخلّص من التوبيخ، ويقترن شعر الاعتذار عادة بالمدح، ولقد قلّ شعر الاعتذار الجاهليّ؛ لأنّه يعدّ انتقاص من ذات العربيّ الّذي يتّسم بالكبرياء والشهامة والمروءة والعزّة، ويعدّ النابغة الذبيانيّ من أشهر شعراء "شعر الاعتذار" في العصر الجاهليّ، وقدّمه بصورة شعريّة تتميّز بالجمال والمعنى الرائع.

يذكر أنّه قدّم النابغة الذيبانيّ اعتذاره لملك الحيرة النعمان بن المنذر، نتيجة هروب النابغة إلى قبيلته في نجد بعد أن فتن به أحد الحاسدين عندما هجاه، ثمّ ذهب إلى الغساسنة الّذين يقطنون في بلاد الشام لمدحهم، مع وجود العداوة بينهم وبين المناذرة، بعد أن كان صديقاً للنعمان بن منذر، وكان في نفسه أن يعتذر لملك الحيرة، واستطاع أن يعود إلى الحيرة على يد نفرين من بني فزازة، وقدّم اعتذاره بمعلّقته، فقال: "فلا لعمر الّذي مسحت كعبته.. وما هريق على الأنصاب من جسد.. والمؤمن العئذات الطير يمسحها.. ركبان مكّة بين الغيـل والسند.. ما قلت من سيّئ ممّا أتيت به.. إذاً فلا رفعـت سوطـي إليّ يـدي".