لقد تمَّ توزيع قصص الأنبياء عليهم السلام والصحابة الكرام عليهم الرضوان على سور القرآن الكريم لعدة أسباب:
أولا: أنَّ القرآن الكريم نزل مُفرّقا في ثلاث وعشرين عاما هي مدة الوحي السماوي أي مدة الدعوة المحمدية.
ثانيا:لأنَّ الآيات القرآنية كانت تنزل في كثير من الأحيان وهي تحمل السرد الإلهي لهذه القصص تثبيتاً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصبيرا له لما يلاقيه من الأذى من الناس كما قال تعالى في سورة هود: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
ثالثا:لقد ذكر الله لنا قصصهم ليس لمجرد القصص بل حتى نأخذ العِبَر منها ونستخلص الدروس المستفادة من خلالها ونعيش هذه المعاني الروحية فلو نزلت كل القصص في سورة واحدة أو بضعة سور لم تحدث الفائدة المرجوّة. فكان من الحكمة ذكرها في سور القرآن الكريم كله.