لماذا قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أحسن القصص؟

تعتبر قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أحسن القصص لأن الله تعالى قال عنها ذلك في القرآن الكريم. 
وذلك لما تحويه من دروس وعبر معنوية ومعاني روحانية وحكم ربانية فهي تلخص الطريق إلى الله في هذه الحياة وتعرض عددا من الابتلاءات التي يمكن أن يواجهها المؤمن في مسيرة الترقي والكمال الروحي. لذلك اعتبرها بعض الصوفية أنها بمثابة الطريقة التي توصلك إلى كمالك أي المسعى الذي في نهايته تصل إلى التحقق بحقيقتك والوصول إلى مقامك المعهود لك عند ربك سبحانه. 
وهي القصة الوحيدة التي جاء سردها القرآني بالتسلسل الزماني كاملة في سورة واحدة من بداتها   وحتى نهايتها. 
ففيها حبكة القصة وعناصرها الأساسية وسيرها وأحداثها وأبطالها ويشعر القارئ لها بشوق للوصول إلى معرفة النهاية والخاتمة السعيدة. 

الكثير من قارئي الروايات ما يُحبِّذون قراءة سورة سيدنا يوسف - عليه السلام - فهذه القصة لها مضامين عظيمة وبنفس الوقت شيَّقة، ففيها الأحداث تتوالى بسرعة، تبدأ من ولادة سيدنا يوسف وحب أبيه له، ثم بغض أخوته له وتخطيطهم رميه في البئر ليبعدوه عن أبيهم وذلك بدافع الحقد والغيرة، وكيف التقفت القافلة سيدنا يوسف من قاع البئر وتم بيعه بثمن بخس في السوق، ثم وبعد هذا التِّيه الذي لاقاه سيدنا يوسف انتقل للعيش في قصر الملك وأحبته أجمل امرأة في ذات الوقت وهي امرأة العزيز - فوطيفار - كان اسمه،  والمحن التي لاقاها منها وتغريرها إياه ليرتكب الفاحشة بها - لكنه لم يفعل - وكيف بعد ذلك دخل السجن وأصبح مُفسِّراً للرؤيا ثم تحرر من السجن وانتقل للعيش في قصر الملك وبعدها تجلى على عرش مصر، وكيف جاؤوه أخوته يطلبون منه العون والمدد بعد أن أهانوه وأذلُّوه في صغره وكيف رفع الله من شأنه، فصة سيدنا يوسف تحتوي على مقتضبات جميلة ورائعة جعلت من قائها والذي يسمعها يكرر قراءتها وسماعها لأكثر من مرة، والناس تحب تكرار هذه القصة أيضاً لأنها تنسجم مع المثل التالي " كما تُدين تُدان " وهذا ما انطبق مع اخوة يوسف، وكيف انتقل يوسف من قاع الفقر إلى ملك مصر والكثير من العبر التي احتوتها هذه القصة المباركة، ولكن الذي لا بد من التنويه إليه أن جميع أحداث القصة وبكافة حذافيرها كانت تجري بأمر وتدبير من الله - تعالى - وهو الذي أراد إيصال يوسف إلى الحكم والملك، لقوله - تعالى - " كذلك مكنا ليوسف في الأرض ".

قصة يوسف عليه السلام من أحسن القصص لأن الله أخبر عنها في سورة يوسف فقال (  نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ )