لله الحمد على فضله أن شرّفنا بعبوديّته, وكان سيد من تشرّف بالعبودية, نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وكل الناس عبادٌ لله قهراً , لكن من تسامت رتبته, كان عبداً لله طَوعاً.
والعبوديّة لله أسمى من كل التسميات والرُّتَب, فعندما خاطب ربنا موسى عليه السلام, قال تعالى : "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا "
وهنا لم يصف ربنا موسى عليه السلام بالعبودية, لأن التشريف بالعبودية لا يتناسب مع ما آل إليه حال موسى عليه السلام عندما خرّ صعقاً, فكان المقام هنا بذكر الاسم دون ذكر صفة العبودية.
أما مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم, ليلة أُسري به هو مقام تشريف, فاستلزم ذلك وصفه بالعبوديّة.
ونجد في البيان الإلهي عندما يمدح الله سبحانه رسله, يمدحهم بالعبودية, فقال عن سيدنا نوح: " إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا "
وعن أيوب عليه السلام : " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ "
وسبحان ربي وصف نبيّه بالعبد, حتى لا يخطر ببال أحد أن أحداً من خلق الله يزيد عن كونه عبداً عند مولاه,, وحتى أشرف المخلوقات وأكرمهم هو عبد لله, ونعم العبد.
والحمد لله والصلاة على رسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله.