لماذا قال الله تعالي لا تتبعوا خطوات الشيطان ولم يقل لا تتبعوا الشيطان؟

  إن عامة الناس على اختلاف مذاهبهم مجمعون على أن الشيطان عدو للإنسان فما من رسالة سماوية إلا وحذرت أتباعها 
من الشيطان وعمله .
لكن الشيطان لا يقل للناس اتبعوني بل ينصب لهم شراك الغواية ،
ويوسوس في نفوسهم  ولا يترك 
بابا من أبواب الغواية إلا ويستثمرها لإبعاد البشر عن رضى خالقهم  لذا كان التحذير من حبائل الشيطان وطرقه الملتوية التي يصطاد بها ضعاف الإيمان فكانت الآيات الكريمات كلها تحذر من سلوك مدارج الغواية واجتنابها .
  قال تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين  ) 
سورة البقرة .
وهنا التذكرة بالتماس الحلال الطيب من الطعام لأن الشيطان قد يزين لك الخبيث منه كلحم الخنزير والمسكر من الشراب. 
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )  سورة النور .
إذن من طرق الشيطان أنه يزين الفحشاء والمنكر في نفوس المؤمنين  ويستدرجهم من حيث لا يدرون ،
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) سورة البقرة .
إذن الشيطان عدو السلام وإن دخولكم في السلم يبطل عمله  ،
وكيف تتبعون خطواته وهو لكم  عدو 
قال تعالى : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) سورة البقرة 168 ،
ونتيجة إتباع الشيطان الخسران المبين  قال تعالى  : ( ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) وإن كثيرا 
من أمراض النفوس مدارج للشيطان يهبط عليها ليدخل بين المرء ونفسه وإن الكبر والحسد والإعجاب بالطاعة  كلها تؤدي إلى تمكن الشيطان  حتى أنه يفسد الطاعة ذاتها وهذا من أخطر أبواب الغواية.

قال تعالى:" ولا تتبعوا خطوات الشيطان" أي لا تتبعوا ما فعل من تكبر ومعصية، وأنه يوسوس للانسان فيستجيب له فهو لا يقوى على الانسان وليس بأقوى من الانسان حيث قال تعالى:" وكان كيد الشيطان ضعيفا".

ولكن هو فقط يوسوس والانسان تكون له قابلية بشكل كبير فينفذ ، قال تعالى مخبرا ما سيقوله الشيطان حين يحاور أولياءه من بني البشر يوم القيامة:" ما كان لي الا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم".

ولذلك قال خطوات أي وساوس وما يريده منكم، ولم يقل تتبعوا الشيطان؛ لأن الانسان لا يتبع الشيطان ولا يعبده بل يقع في شباك خطواته قال عليه الصلاة والسلام:" أيس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم" وهذا ما يحصل الآن تفرق وحسد واختلاف وهذا هو التحريش.

لأن الشيطان يستدرج الانسان عبر خطوات شيئا فشيئا حتى يضلك عن السبيل فلو وسوس لمؤمن بالكفر لن يكفر لكن ان استدرجه فقد يحقق الشيطان ما يريد   
وذلك مثلما حدث في قصة برصيصا العابد العالم والعلماء يصعب علي الشيطان اغوائهم بمفردة فاستعان بفتاة كان تركها اخوتها بالقرب منه لأنهم يأمنون له ويعرف عنه العلم والتقوى والورع .. فأتاه الشيطان وبدء اغواءه بالفتاة تدريجيا وكذلك أغوى الفتاة الي أن حدث أن فٌتن بها شيئا فشيئا خطوة خطوة  حتي اعتدى عليها ثم حملت ثم قتلها بعد أن وسوس له الشيطان ,,, ثم أمره أن يسجد له لينقذه فسجد له ثم قتلوه اخوتها بعد ذلك بعدما اغواهم الشيطان لقتله بعد 
أن وسوس لهم بما فعله بأختهم 
لذا علينا أن نأخذ حذرنا من تزيين ووساوس وخطوات الشيطان حتى لا يغوينا ويضلنا عن السبيل 
نسأل الله الهداية والمغفرة 

قال الله تعالى في الآية الكريمة :(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) والمقصود هنا لا تتبعوا خطوات الشيطان أن يجتنب الإنسان الطرق المؤدية إلى الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والمعروف عن الشيطان أنه يدعوا الإنسان على الدوام إلى المعصية بشكل غير مباشر وإنما بخطوات ومراحل ليتمكن من إيقاعه في هذه الذنوب.