قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة البقرة (275)
- فالله تعالى لم يقل أن البيع مثل الربا !!؟ وإنما قال على لسان الذين يأكلون الربا أن حجتهم هي أ لبيع مثل الربا - فهذا قولهم وحجتهم وليس حقيقة اقرها الله تعالى .
- حيث أنهم إحتجوا على كلام الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا نزل القرآن بتحريم الربا - أن البيع مثل الربا فلماذا لا يحرمه الله تعالى ؟؟؟!!!
- وكأنهم أرادوا أن يقولوا: ( إنما الربا مثل البيع ) ، لكن الحق سبحانه أراد أن يوضح لنا تخبطهم فجاء على لسانهم: ( إنما البيع مثل الربا ) فإن كنتم قد حرمتم الربا فحرموا البيع، وإن كنتم قد حللتم البيع فحللوا الربا. إنهم يريدون قياسا إما بالطرد، وإما بالعكس.
- ولكن القرار الحاسم في هذا الموضوع قرره الله تعالى في قوله ( وَأَحَلَّ الله البيع وَحَرَّمَ الربا فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فانتهى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
- أي فمن إنتهى عن التعامل بالربا وأمتثل أمر الله تعالى ، وتاب فله رأس ماله فقط ، ومن أصر على الربا فهو من أصحاب النار خالداً فيها !!!
- كما جاء تحريم الربا في السنة النبوية فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ ، وَشَاهِدَيْهِ ) ، وَقَالَ: (هُمْ سَوَاءٌ) رواه مسلم.
- وتحريم الربا جاء من أجل حفظ المال على المستوى الفردي والجماعي والدولي فكان التحريم للضرورة الاقتصادية التي تقوم على الدول والجماعات والأفراد .
- وهو كذلك من الضرورات الخمس التي جاء التشريع الإسلامي من أجل حفظها لصاحبها وهي حفظ المال - فحرم الإسلام الإعتداء على مال الآخرين سواء بالربا أو بأكله بالباطل أو بالتعدي عليه باي شكل من الأشكال - فالمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .
- وما نراه اليوم من الفقر الحاجة والبطالة وتسلط الدول القوية على الدول الضعيفة إلا نتيجة حتمية لتفشي ظاهرة الربا والتي نتج وينتج عنها الجرائم المالية والأمنية والأخلاقية .