لماذا عندما أستمع للغناء بدون قصد مني أنفر منها أنا منذ سنوات تركتها والآن لا أستمع إلا للأناشيد فقط وأتدايق جداً عند سماعي الأغاني أكرها كثيراً؟

الإخوة المباركون الروح تنجذب لخالقها والجسد ينجذب للتراب والإنسان مركب منهما والنفس على ما عُوِّدت عليه ولا نستطيع القول أنَّ الغناء حرام فهناك إنشاد يُحرّك المشاعر ويُثبت الإيمان وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا لحسان بن ثابت رضي الله عنه في مسجده ينشد فيه أبياتا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار عظمة الإسلام وشرح أركانه. فإن كان الغناء هكذا فأنعِم به وأكرِم أما الكلام الغير الهادف المترافق مع المعازف المنكرة شرعا فهو ثقيل على النفس التي فُطرت على حب الجمال لأنه أصلا يخالف الفطرة ولا بأس أن يتعوّد الإنسان على ترديد كلام جميل ولو غناءً لأنه يسمو بالنفس وأجمل كلامٍ ذكر الله سبحانه وذكر رسوله صلوات الله وسلامه عليه. 

من الممكن ان يكون كرهك لسماع الأغاني لعدد من الأسباب :
١-قد يكون للتنشئه التي تلقيتها من خلال الاسره عن حكم الأغاني في الدين وتشدد الأهل في الأمر ادى لشعورك بكره الأغاني.
٢-ايضا تعتبر الحاله المزاجيه للفرد احد الأسباب التي تؤدي بالفرد لكره بعض الامور ويمكن ان تكون حالتك المزاجيه هي التي أدت لشعورك بالضيق عند سماعك للأغاني.
٣-بما انك تعرض الأمر فانك تشعر بالضيق من كرهك للأغاني فقد يكون هذا الضيق بسبب رغبتك في سماع الأغاني لكن خوفك من حكم الناس عليك تقوم بإنكار الأمر واقناع نفسك بانك تكره سماع الأغاني.

هذا يعود للحالة المزاجية لديك او للمعلومة التقليدية في الدين الاسلامي ان الغناء حرام فاقنعت نفسك انه حرام.

وحقيقة أن الغناء ليس بمحرم فهو كلام شعري يغنى مثله مثل الانشاد وقد رسخ في ذهنك نتيجة من خلطوا الفتاوى الدينية ببعضها وقالوا ان الغناء بالمطلق حرام فاصبحت تنزعج منها.

وعلى كل حال فهذا امر مزاجي فالبعض روحه تعشق الغناء والطرب والاخرون لا يحبون ذلك ولكن لا يعني ذلك ان كرهك للغناء ان هذا مؤشر كاف للتدين .