لماذا سقطت الدولة البطلمية؟

2 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     عندما نتحدث عن سقوط دولة ما فلا بد لنا من ذكر تسلسل حضارة هذه الدولة للوصول لفهم أقرب لأسباب سقوطها. 

     "بدأ عصر مصر البطلمية خلال إعلان بطليموس الأول نفسه فرعونًا على مصرفي عام 305 ق.م، والبطالمة هم عائله من أصل مقدوني جاءت إلى مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م، جعل بطليموس الأول الإسكندرية عاصمة لمصر، وقد أهتم ببناء مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر قبل مغادرته مصر، لم يتم اكتشاف مقبرة الإسكندر حتى الأن، حيث وافته المنية خارج مصر.


     وتولت أسرة بطليموس حكم مصر حتى دخلها الرومان عام 30 ق.م، وكان آخر البطالمة الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الخامس عشر "قيصرون"، كانت المملكة البطلمية دولة هلنستية قوية، وخلال عصر هذه الدولة كانت الإسكندرية عاصمة ومركز للثقافة اليونانية، وكانت أيضًا مركزًا تجاريًا، البطالمة قاموا بتسمية أنفسهم خلفاء الفراعنة، حتى يحصلوا على اعتراف من المصريين أنهم حكامها، ولكن مع مرور الوقت أمتزج البطالمة ذوى اصول الإغريقية مع التقاليد والعادات المصرية، وقاموا بتصوير أنفسهم على المعالم الأثرية العامة على النمط المصري القديم، وارتدوا الملابس المصري، وشاركوا أيضًا في الحياة الدينية المصرية، وهذا ساعد أيضًا من تزاوجهم من المصريين. 

     حمل جميع ملوك البطالمة اسم بطلميوس، وتكونت أسرة البطالمة من 16 حاكمًا،منهم قيصرون أبن كليوباترا، وجميعهم أخذوا الإسكندرية عاصمة لهم، وواصلت الثقافة الهلنستية ازدهارها في مصر حتى بعد الفتح الإسلامي لمصر، واستمرت هكذا حتى معركة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م عندما انتصر اكتافيوس على انطونيوس وكليوباترا لتصبح مصر ولاية رومانية منذ هذا التاريخ. 


     هذا وقد اكتشفت البعثة الأثرية المصرية جزءًا من الجبانة الغربية لمدينة الإسكندرية البطلمية، أثناء عمل مجسات أثرية للموقع لبناء سور داخلي بورش السكة الحديد بجبل الزيتون بالإسكندرية، وقد عثروا على العديد من الأوانى المنزلية، التي كان يستخدمها أهل المتوفى وقت الزيارة، إضافة إلى مسارج للإضاءة عليها زخارف مميزة منها حيوانات تأكل أو تٌرضع صغارها، إضافة إلى ذلك قطع دائرية من الفخار عليها زخارف بارزة لبعض فتيات ربما راقصات، وهياكل عظمية في حالة فوضى بسبب ما تعرض له الموقع من تدمير في ثلاثينات القرن الماضي، وهذا أثناء عمل السكة الحديد على يد الإنجليز وفيم بعد بسبب غارات الحرب العالمية الثانية، واكتشفوا أيضًا وأواني زجاجية وفخارية عُثر عليها في الدفنات كقرابين مع المتوفي." 

     أما عن أسباب سقوطها بالتفصيل:  "وصل نفوذ الدولة البطلمية إلى شرق ليبيا، وقبرص، وفلسطين، وشهدت ازدهارا كبيرا  أثناء حكم بطليموس الأول، وبطليموس الثاني، وبطليموس الثالث عمل البطالمة علي التشبع من العادات والتقاليد المصرية؛ حيث كانت طريقة عيشهم مصريه، كما اهتموا ببناء المعابد للألهة المصرية، وقد ساعد ذلك علي تزاوجهم مع المصريين اتخذ البطالمة الإسكندرية عاصمة لهم واستمرت كذلك حتى معركة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م

     بحلول نهاية القرن الرابع ق. م ، توقف التوسع في الدولة ومع ذلك، كانت المملكة البطلموسية لا تزال قادرة على ممارسة نفوذ كبير في آسيا الصغرى وعلى الرغم من أن ممارسة زواج الأخوة تهدف إلى الحد من أصحاب المطالبات المحتملين على العرش، إلا أنها لم تنجح ، بل انتهى الأمر بالحكام المشاركين (وأطفالهم)إلي التنافس، و في كثير من الأحيان في التحريض من المفضلة المالكة، والمستشارين الذين أرادوا إحداث تغييرات في النظام وفي حين أن النجاحات في آسيا تبدو واعدة من تلقاء نفسها، فقد جاءت بتكلفة بتكلفه كبيره انهكت اقتصاد الدول, كانت الحروب الأهلية التي تلت ذلك في عهد بطليموس السادس ، و كليوباترا الثانية، وبطليموس الثامن كارثية على كل المستويات تقريباً. وأدت الحرب، والمجاعة، والفساد البيروقراطي إلي الإنهيار الاقتصادي التام لدولة البطالمة كليوباترا السابعة هي أخر ملوك البطالمة في مصر حكمت مصر لمدة 22 عاما، وكانت تسيطر على جزء كبير من شرق البحر الأبيض المتوسط تم إعدادها للعرش من قبل والدها بطليموس الثاني عشر، و كانت محببة للشعب المصري لتأمين العرش بعد هزيمة إخوانها وأختها، أدركت أنها يجب أن تبقى صديقة مع روما، وبعد هزيمتها في معركة اكتيوم البحرية علي يد أكتافيوس انتحرت، وتم قتل ابنائها، وبذلك انتهي حكم البطالمة."







 

profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
دبلوم في Dental hygienist (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
١٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 على خشبة المسرح تقف الملكة كليوباترا في غرفة العرش الملكيّ، تسير نحو الشرفة المطلّة على البحر وتتّكئ على حافّتها، يعمّ الهدوء الّذي يسبق العاصفة الأجواء، بينما تقف وصيفاتها في أقصى الغرفة تنهمر من عينيها الدموع.

تموت كليوباترا بين وصيفاتها ويسدل الستار العالم على المملكة البطلميّة، وتبدأ أبواق الانتصار تعزف ألحان السعادة المكلّلة بترانيم الجنائز وراء الملك أكتافيوس ملك الدولة الرومانيّة، وتبدأ معها مصر عهداً جديداً تحت حكمه، بينما تنطفئ أضواء مسرح الواقع، ويعمّ الظلام الأجواء، وتسدّل الستائر على نقرات خطوات طيف كليوباترا الّذي غادر المشهد الأخير نحو الخلود في كتاب أحمد شوقي الّذي جسّد مصرع الملكة كليوباترا وسقوط الدولة البطلميّة.


من خلال هذا المشهد يجسّد الكاتب أحمد شوقي الصورة الأخيرة في الفصل الرابع من كتابه مسرحيّة مصرع كليوباترا، حيث أنّه أراد أن يصوّر صفحات التاريخ على خشبة مسرح الواقع بصورة تمجّد الملكة كليوباترا بعد أن ظلمها المؤرّخون، بحيث أنّهم رسموا شخصيّتها على أنّها ملكة لاهية لا تأبه ببلادها ولا لشعبها، وأحاطوا شخصيّتها بإطار الجمال الّذي انزلّوا عليه لعنات العشق والغرام والهروب، وفي نهاية المطاف الانتحار، لكنّ الكاتب أحمد شوقي أبى وصف التاريخ لها بهذه الصورة، فحاول إعادة تشكيل صورتها عبر مسرحيّته الّتي عبّرت عن وطنيّتها ومحبّتها لمصر، لكن بشكل أو بآخر تعتبر كليوباترا آخر الحكّام في الدولة البطلميّة وبسبب سياستها، وانتحارها سقطت الدولة بيد الدولة الرومانيّة، فما هي الدولة البطلميّة ولماذا سقطت أسوارها؟


يعرف البطالمة بأنّهم من عائلة من أصل مقدونيّ حكموا مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق. م، حيث إنّ بطليموس الّذي يعرف بأنّه أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر تولّى حكم مصر، وأعلن نفسه فرعوناً وجعل مدينة الإسكندريّة عاصمتها، توالى حكم البلاطمة لمصر عبر العصور حتّى وصل العرش الملكيّ إلى الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الخامس أو (قيصرون)، لكن بسبب انتصار أوكتافيوس على أنطونيو وكليوباترا في معركة أكتيوم سقطت مصر بيد الرومان فأصبحت ولاية لدولتهم لينتهي معها عهد البلاطمة بعد 17 حاكماً على عرشها. 



رجّح المؤرّخون سبب سقوط دولة البطالمة إلى عدّة عوامل ولعلّ أهمّها فساد المؤسّسات السياسيّة، والاقتصاديّة، وعدم كفاءة الحكّام، وكان لموت يوليوس قيصر دور كبير في تصدّع حكم الدولة وتداعي أسوارها. 

ولعلّ المجاعات والفساد وآثار الحروب الّتي سيطرت على الدولة البطلميّة في عهد كليوباترا أدّت لوقوع العديد من الحروب الأهليّة الّتي تسبّبت بانحدار الدولة البطلميّة وانهيار اقتصادها. 



من وجهة نظري كان لسقوط دولة البلاطمة أثراً كبيراً على صفحات التاريخ كأنّها نقطة حبر تركت بصمتها على أوراق الزمن، ولعلّها تمثّل مصدر إلهام للعديد من الحكايات والمسرحيّات والروايات عبر العصور، فكان مشهد انتحار كليوباترا ما زال الحكاية الأسطوريّة الّتي عبرت عن مختلف الحبكات الدراميّة المغمسة برائحة الموت، والّتي جسدت على المسارح وعلى صفحات الكتب منذ عصور.