لماذا سحب الإنسولين المستنشق من الأسواق الدوائية؟

إنَّ أول أنسولين مُستنشَق هو  Exubera الذي قامت شركة فايز Pfizer الدوائية بصنعه، وانطلق بالأسوق عام 2006، ولكنَّها قامت بسحبه عام 2007 بسبَّب أن لم يحقّق نتائج الربح المرجوة، إذ أنَّ كثيرًا من الأطباء لم يقوموا بوصفه لمرضاهم لتخوفهم من آثاره الجانبية طويلة الأمد على الرئة، وكيفية حساب الجرعات بدقة، بالإضافة إلى أنَّ استخدام هذا الدواء يتطلب إجراء فحص للرئة باستخدام مقياس التنفُّس ( spirometer) الذي لا يتوفر عند العديد من أطباء السكري، ولكن تجدر الإشارة إلى وجود دواء afrezza وهو عبارة عن أنسولين مستنشق في الأسواق من شركة سانوفي sanofi، وهو الأنسولين المُستنشَق الوحيد المرخص من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية المعروفة ب FDA في الوقت الحالي.

الإنسولين المستنشق، من أنواع الأنسولينات التي يتم تحضيرها على شكل بودرة صالحة للإستنشاق عن طريق الأنف باستخدام بخاخات، ويحتوي على إنسولين سريع المفعول مثل أسبارت إنسولين، وتم سحبه في أوائل إصداراته نظرًا لفشل الإنسولين في عملية الامتصاص عن طريق الرئتين، لإنه جزيء كبير نسبيًا، كما أن أعراضه الجانبية من تحسس القصبات الهوائية وغيرها، أثرت على قابلية استخدامه، وأعراضه الجانبية لا تختلف كثيرًا عن تلك الني تسببها حقن الإنسولين، كما أن مفعوله لا يغطي إلا فترة قصيرة.

يعد الانسولين من أكثر الأدوية شيوعا في العالم ومن المعروف لدى الكثير من الناس أن الانسولين لا يمكن اعطاءه على شكل أقراص عن طريق الفم لأنه عبارة عن بروتين و بتالي سيتم تحطيمه داخل المعدة بسبب الانزيمات الهاضمة الموجودة فيها ولذلك كان لابد من اعطاء الانسولين على شكل حقن تحت الجلد وفي فترة من الفترات دخلت على الاسواق فكرة الانسولين على شكل بخاخ يعطى عن طريق الفم ليصل إلى الرئتين ومن ثم يتم توزيعه في الدم ولكن هذا الدواء سرعان ما سحب من الاسواق لأن الدواء لم يلقى رواجا عند طرحه بالأسواق ، بالإضافة إلى أن الجرعات تكون ضعف الجرعات التي يحتاجها المريض اذا استخدم الحقن ، كما أن هذا النوع من الانسولين كان له آثار جانبية اضافية قد يكون سرطان الرئة منها .

يخضع الدواء الى عدة تجارب و فحوصات قبل انتشاره في الاسواق و بعد في حال وجود اي مشكلة يتم سحب الدواء الى ان يتم التعديل عليه و من الممكن اعادة طرحه في الاسواق مرة اخرى و بعد اجراء التجارب و الفحوصات الازمة للانسولين عن طريق الاستنشاق تم نشره في الاسواق ليتم تداوله بين المرضى و لكن وجد بعض الاعراض الجانبية كانخفاض في مستويات السكر في الدم و السعال و لم يوجد اي دراسة تبين الاثر المترتب للعلاج على صحة الرئة في المدى البعيد و يحتاج الى المزيد من الدراسات للتأكد من سلامته على المرضى