الحمد لله مستوجب الحمد لذاته سبحانه,وبعد:
سبحانه وتعالى لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون,قال تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "
قال ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن في شرح "إلا ليعبدون ", قال أي إلا ليعرفون , فالمعرفة أولاً, فيكفي أن تعرف أنك عبده, وأنه رب كريم, وكلما ازددتَّ معرفةً منه سبحانه, ازددتّ قرباً منه وحباً له, وتعبّدتّ إليه بما فرضهم عليك من واجبات,وتقرّبت إليه بالنّوافل, لتدخل في سلك المحبوبيّة, ففي الحديث القدسي : (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه )) رواه البخاري.