إن التنوّع والتعدد والتميز في الخلق والإبداع هو سنّة من سنن الله في الكون كله وفي مراتب الوجود كلها. وإذا تأملت في صور الأكوان من حولك ترى كثرة وتنوّع الأشكال والألوان في كل شيء في الطبيعة: في الأشجار والأزهار والثّمار وألوان الطيور والجبال والبحار والنجوم والكواكب ومخلوقات الله كافة. وهذا من مظاهر الإبداع في خلق الكون فإنَّ الذي خلقهُ هو بديعُ السموات والأرض..رب الجمال الذي يتجلّى جماله في كل ما خلقهُ وأبدعه.
والبشر مِن خلق الله ومن الطبيعي أن تنطبق عليهم هذه السنّة الكونية. ويُقال أنَّ الله تعالى لمّا خلق آدم أمر جبريل عليه السلام أن يجمع في طينته من كل بقاع الأرض فكان مِن ذريّته الأبيض والأسمر والأحمر والأصفر. وتعدد الأوان والأسنة من آيات الله في خلقه. قال تعالى:{ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنَّ في ذلك لآياتٍ للعالمين} الروم (22).
وفي ذلك حكمة حتى يتعارف الناس بينهم فقد قال سبحانه{وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنَّ اكرمكم عند الله أتقاكم}.