لماذا تم التعبير عن الزنا بالبغاء في سورة النور؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
د. محمد ابراهيم ابو مسامح ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية . 1620056525
لأن المقام ليس مقام إقامة الحد على الزاني والزانية أو التعريف بعقوبة الزنا أو النهي عنها، إنما المقام مقام توجيه وإرشاد وتربية وإبطال عادة الجاهلية في إكراه إيمائهم على البغاء والفجور، فقال الله تعالى: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {سورة النــور: 33}.

- وهذه الآية الكريمة لها سبب نزول وهو: أن أهل الجاهلية كانوا يرسلون إماءهم للتكسب بكل وسيلة ومنها الزنا... وكان لعبد الله بن أبي - رأس النفاق - إمَاءً يكرههن على البغاء كسباً للمادة ورغبة في أولادهن فشكين ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...)

- وكان البغاء منتشراً في عصر الجاهلية قبل الإسلام فقد كان عبد الله بن أبي بن سلول يمتلك 6 إماء وهن: « معاذة، ومسيكة، وأميمة، وعمرة، وأروى، وقتيلة»، وكان يكرههن على البغاء بعد الإسلام، فإذا أهل عليه ضيف أرسل إحداهن له بقصد الكرم والحفاوة، وفي بعض الأحيان يرسلهن لأحد الرجال لأخذ ضريبة عليهن.

قال ابن العربي: «روى مالك عن الزهري أن رجلا من أسرى قريش في يوم بدر قد جعل عند عبد الله بن أبي وكان هذا الأسير يريد «معاذة» على نفسها وكانت تمتنع منه؛ لأنها أسلمت وكان عبد الله بن أبي يضربها على امتناعها منه رجاء أن تحمل منه أي من الأسير القرشي فيطلب فداء ولده، أي فداء رقه من ابن أبي»، وكان الزاني بالأمة يفتدي ولده بمائة من الإبل يدفعها لسيد الأمة، وأنها شكته إلى النبي - صل الله عليه وسلم- فأمر بمنعها من الذهاب لمولاها فغضب عبد الله بن سلول قائلا: « أيعصى محمد علينا مملوكتنا».

- ولكن عندما جاء بتشريع عقوبة الزنا جاء بذكر الزنا صراحة في قوله تعالى: "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا"... {سورة النــور: 2}. فإنها جاءت في مقام التشريع وبيان حد الزنا الحقيقي، ولهذا جاء التعبير عنه بهذا اللفظ.

-وبسبب ذلك جاء التحذير والنهي على أن من يكره بنته أو بناته على الأعمال المذكورة، فإن عمله أقبح من عمل أهل الجاهلية لأنهم كانوا يفعلون ذلك بالإماء التي جلبوها من سوق النخاسة.. وأما بناتهم والحرائر عموما فكانوا في غاية الصيانة.
والذي يعمل الأعمال التي أشار إليها السائل الكريم يعتبر ديوثاً فاقداً للغيرة والكرامة والمروءة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة... وذكر منهم الديوث الذي يقر في أهله الخبث" رواه أحمد.

- والأصل بالمسلم أن يتقي الله تعالى في الأمانة التي بين يديه والتي جعلها الله تعالى تحت يديه وحفظها وتوجيهها ووقايتها من النار كما أمر الله تعالى بقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا... {سورة التحريم: 6}. يدفع بها إلى الخنا والحرام لا شك أن هذا خيانة للأمانة وتضييع للدين.

- بل بالعكس تماماً فيجب على الوالدين أن يحسنا تربية أولادهم وخاصة البنات منهم بتربيتهم تربية إيمانية مركزين على حسن الأخلاق وحسن لباس بناتهم وفق الضوابط الشرعية، وحريصين على بناتهم من الاختلاط ومن الخلوة بالرجال الأجانب أو التحدث معهم ابتداءً!!

-وقد حرم الإسلام الفواحش ودور البغاء والزنا لحكم كثيرة منها:
أولاً: من أجل المحافظة على العرض والنسل والنسب وأن يعرف الإنسان نسبه الصحيح ومن هو أباه ومن هي أمه.

ثانياً: المحافظة على جهاز المناعة من التلف حيث إن الزنا يؤدي إلى مرض الإيدز وهو نقص تلك المناعة والمرض الخطير ثم الوفاة.

ثالثاً: بل حرم الإسلام كل الخطوات التي تؤدي إلى الزنا من النظر المحرم ومن الخلوة ومن الاختلاط ومن العري واللباس غير الشرعي وحرم كذلك القذف وجعل عقوبة الزاني المحرم الرجم حتى الموت لأنه عرف وجرب قيمة، العرض وعقوبة الزاني غير المحصن جلد مائة وتغريب عام.

رابعاً: من أجل سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي وفساد الشباب والجيل القادم، ومحاربة الجريمة التي ستنشأ عن اللقطاء في المجتمع والذين جاءوا من الزنا والعياذ بالله تعالى.  


24 مشاهدة
share تأييد