ساعدني سؤالك على التفكير مليًا في سنن الكون والاختلافات بين البشر، وبعد التأمل والبحث وجدت أن أشكالنا تختلف تبعًا للعديد من الأسباب، والتي سأوضحها لك فيما يلي:
يتميز كل عرق عن الآخر ببعض الصفات الشكلية تبعًا لاختلاف البيئة الجغرافية التي تعيش فيها تلك الأعراق، فغالبًا ما تكون هذه الصفات مناسبة لتكيف الأشخاص مع بيئاتهم.
فيمتاز الأفارقة على سبيل المثال ببشرة سمراء سميكة قادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة في البيئات الإفريقية، كما يمتلكون أنوفًا كبيرة وشفاهًا غليظة وشعرًا مجعّدًا، بينما يمتاز الآسيويون ببشرة مشربة بالصفرة وشعرغامق منسدل، أما الأوروبيون فيمتلكون عيونًا ملونة وبشرة فاتحة اللون.
تعدّ الوراثة أحد العوامل الأساسية في تحديد أشكال البشر، فينقل الآباء صفاتهم الوراثية إلى أبنائهم من خلال الجينات السائدة والمتنحية، فترى الأبناء يرثون ملامح آبائهم وأمهاتهم، وبالتأكيد يمتد توارث الصفات إلى الأجداد.
- التنوع والاختلاف سنة الله في الكون
خلق الله تعالى الإنسان والكائنات الأخرى على درجة كبيرة من التنوع في الأشكال والسّمات، وهذا من سنّة الله في خلقه، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". سورة الحجرات، آية: 13.
وهذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى، ففي اختلاف خلق الله آية على عظمته وقدرته، وبالتالي استحقاقه وحده للعبادة دون غيره.
ولكن لا بدّ أن تعلم أنَّ اختلاف أشكال الناس لا يعني تفضيل شكل أو عرق على الآخر، فكلٌ له صفات جميلة تميزه عن الآخر، وعلى الإنسان أن يتقبل ذاته، وأن يحبّ شكله كما خلقه الله، إضافة إلى ضرورة احترام الآخرين وتقبّلهم على اختلافاتهم.
المهمّ في النهاية هو الجوهر لا الشكل الخارجي، فما يشكل هوية الإنسان الحقيقية هو شخصيته وجوهره وما يتميز به من أخلاق وصفات حسنة.