لماذا بعض الناس لا يخافون من أفلام الرعب؟

أثبتت دراسات المنظمة الأمريكية السايكولوجية أن الكثير من الناس يتعطشون ويعشقون لكثافة المشاعر, دفعات الادرينالين, التربص والترقب لما سيحدث لاحقاً, وهو الشيء الذي توفره مدن الملاهي, الرولر كوستر, غرف الرعب, Escape The Room, الهالويين, وافلام الرعب.

يقول دكتور علم النفس ستيف جوردنز أنه لا أحد منا يرغب بالشعور بالخوف الحقيقي, الخوف الحقيقي أي الخوف المرتبط بحادث سيارة, زلزال, قتل او إغتصاب أو أو, ولكن بعض الناس يحبون الشعور بالخوف المزيّف, الناتج عن أفلام الرعب مثلاً, أو ممارسة بعض المغامرات المرعبة, الخوف هنا يكون متوقعاً, ونكون ممتلكين للمعلومة المؤكدة أننا لسنا في خطر, ولكن هو مجرد خوف محفز لنا, صانع للأدرينالين وجالب للمتعة.

في دراسة أُجريت في جامعة بون في المانيا تؤكد أن إستقبالنا للخوف وتعاملنا معه يعتمد على جيناتنا. وخصوصا جين COMT والذي يوجّه الإشارات بين أعصاب الدماغ.
الأفراد الذين يمتلكون جينين متطابقين من COMT يعانون من القلق على مراحل عالية, ومعرضين للخوف اكثر من غيرهم. بينما الأشخاص الذين يمتلكون نسخ اخرى من هذا الجين, فهم يستمتعون بالرعب, بل ينتابهم الضحك في أكثر المشاهد رعباّ. (1)

وفقا لمارغي كير, عالمة اجتماع متخصصة في دراسة الخوف, أن الاشخاص الباحثين عن المشاعر المفعمة يتفاعلون مع افلام الرعب بشكل مختلف, حيث يشعرون بالحيوية اكثر في أجسادهم بالاضافة الى القوة والاستقرار, أي انهم يركزون على ردود افعال جسدهم أكثر, تماما كما أفعل أنا حين امارس اليوغا, فأنا أركز على جسدي وحركاته وردود فعله وتنفسي ونبضات قلبي, فبالتالي, هؤلاء الناس لا يخافون من أفلام الرعب كغيرهم. عن الناس الذين يخافون كثيرا فان جسدهم يتفاعل مع المشاهد المرعبة على شكل نوبات هلع, ويخسر جسدهم التحكم, قد يقفزون من الخوف أو يبكون أو يحضنون أنفسهم لحمايتها.

تقول أيضا أن الطفولة تؤثر في هذا الأمر, الأشخاص الذين اعتادوا من صغرهم على التجارب الجريئة الممتعة, والتجارب التي تتضمن الخوف ولكن بطريقة مغامرة, هم أكثر تحملا لافلام الرعب وهم كبار, قد لا يخافون منها ابدا ويعتبرونها شيئا عادياً بل ممتعاً ومضحكاً.
كمثال, الأطفال الذين ذهبوا لمشاهدة فلم الرعب الشهير It, والذين يمتلكون افكاراً مسبقة عن الوحوش, والأوجُه المخيفة, والمهرجين المرعبين, سيستقبلون رعب هذا الفلم بشكل إيجابي, اما لو رأوا هذا المهرج المرعب لاول مرة في حياتهم بدون معرفة مسبقة بوجوده, قد يسبب هذا لهم صدمة تعيش معهم حتى يكبروا. (2)
وكذلك محبي روايات الرعب وقارئيها, محبي ستيفن كينغ, راوي الرعب الشهير, عند مشاهدتهم للأفلام المقتبسة عن رواياته, بالطبع لن يخافوا منها, لان الرواية عادة ما تكون اكثر رعبا من الفلم, فيعتادون على انماط الرعب هذه ولا تعود تخيفهم في المستقبل.

This is why some people love horror films – but others can’t stand them (stylist.co.uk)
The Psychology Behind Why You Love Or Hate Scary Movies | HuffPost Life