ليليث" بالعبريّة، و"ليليتو" بالأكّاديّة، و"ليل" بالعربيّة كل هذه الاسامي تعني الظلام أو مخلوقة أنثويّة ليليّة.
كل هذه التسميات اتت لتعرف عن حكاية ليليث فقد عرفت عبر الأساطير العبريّة على أنها الزوجة الأولى لآدم قبل حواء، وانها هي المتمردة التي تمردت على واقعها وهربت الى الارض، و في العصور القديمة صوّرت كأفعى ملتفّة على شجرة دلالة على الأفعى التي أغوت حوّاء لتأكل من شجرة الفاكهة المحرّمة التي كانت سبباً في طردها وآدم من الجنّة، أما في العصر الحديث فقد اختلفت النظرة إليها، فهي لم تعد رمزاً للشر بل أصبحت مثالاً لحرية المرأة واستقلالها، بحيث اصبحت رمزا للعديد من الجمعيات النسائية.
بالنسبة للفنون والأدب فقد ظهرت ليليث الثائرة المتمردة بصور متعددة في الأدب العالمي، فقد صورها فيكتور هيجو كمصاصة دماء، جون ملتون في شعره "الفردوس المفقود" كأفعى ساحرة، أما دانتي روزيتي فقد تحدث عنها في أعماله الأدبية ولوحته الشهيرة التي تحمل اسمها "Lady Lilith" كامرأة جميلة خالدة.
اهتم الفنانون كثيرا بقصة ليليث وحاول الكثير منهم تجسيد شكلها في اللوحات الفنية عبر العصور و كان من ابرزها لوحة الرسام دانتي روزيتي رسام إنكليزي وشاعر ومترجم، رسم لوحة الشهيرة التي تحمل اسم "Lady Lilith" عام (1872)، رسمها كإمرأة جميلة خالدة بجسد وشعر طويل وملابس واسعة تظهر كتفها الايسر، حيث كانت تميل برأسها وتمسك مرآة في يدها وتمشط شعرها وهنالك خلفها مرآة آخرى تعكس حديقة منزلها لتترك نوعاً من الحيرة بداخل المتلقي بحيث تجعله يتسأل اذا كانت ليليث تجلس في المنزل ام في الخارج؟
أرفق الفنان دانتي روزيتي لوحته بقصيدة أسماها "جمال الجسد" يصف فيها مكر ليليث وقدرتها على اغواء الرجال وجمالها الملفت.
من وجهة نظري سبب اهتمام الرسامين باليليث عبر العصور، هو بفضل شخصيتها القوية المتمردة، فكانت رمزاً ليقتبس منه الفنانون لوحاتهم و مصدر إلهام يحمل معه حكايا الأساطير المتجسدة في امرأة.